منذ أن تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم يوم 20 يناير 2017، قام بإجراء عدة إقالات من طاقمه الرئاسي، ممن يخالفوه الرأي وعصوا أوامره، أو حتى من أولئك الذين يحاولون الضغط عليه، وتهديده بالإفصاح عن فساد داخل إدارته، والغريب أنه أعلن معظمها عبر منصته الإعلامية الأثيره لديه، حسابه الشخصى على موقع "تويتر". الحلقة الأولى من سلسلة إقالات ترامب، كانت في أواخر شهر يناير الذي شهد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، حيث أقال وزيرة العدل "سالي بيتس"، وذلك بسبب رفضها تطبيق قراره الذي لاقى اندهاشاً عالمياً، وهو حظر دخول رعايا سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة، وقامت بالتشكيك في قانونية القرار بإصدارها تعميماً تطالب من خلاله المدعين العام بعدم تطبيق ذلك القرار. وتلاها في اليوم نفسه إقالة مسئول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك "دانييل راجزديل"، وقام بتعيين "توماس هومان" بدلاً منه. وفي فبراير قام بإقالة مستشاره للأمن القومي "مايكل فيلن" بتهمة مناقشته موضوع العقوبات الأمريكية مع السفير الروسي في الولاياتالمتحدة قبل تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم. وعقب ذلك قام باتهام "سحر نوروز زادة" الأمريكية من أصول إيرانية بالخيانة وعدم الوفاء له، وقام بنقلها من منصبها كعضوة لدى مكتب السياسات الخارجية للبيت الأبيض إلى مكتب الشئون الإيرانية. وشهد شهر مارس إقالة 46 مدعياً عاماً فيدرالياً عينهم الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك جراء عملية تطهير قامت بها وزارة العدل بطلبها منهم تقديم استقالتهم. وفي مايو أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "جيمس كومي"، وذلك بعد اتهامه بإعطاء معلومات غير دقيقة للكونجرس بشأن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وقد لاقى قرار إقالته انتقادات شديدة داخل واشنطن نظراً لكونه يترأس التحقيقات حول علاقة حملة ترامب الانتخابية بروسيا. أما في شهر يوليو قام بإقالة شخصيتين كبيرتين داخل أروقة البيت الأبيض، الأول هو كبير موظفي البيت الأبيض "راينس بريباس" وعين بدلاً منه "جون كيلي"، وذلك بعد أن كشف مدير الاتصالات السابق بالبيت الأبيض "أنتوني سكاراموتشي"، قيام "بريباس" بتسريب معلومات للصحفيين. والثاني هو "سكارا موتشي" نفسه، والذي كان أحد مستشاريه قبل أن يتم تعيينه في منصب مدير اتصالات البيت الأبيض وتمت إقالته بعد 10 أيام فقط من توليه منصبه، وذلك بعد إجرائه مقابلة صحفية قام خلالها بإهانة رئيس الأركان "رينس بريبوس"، وكبير الإستراتيجيين في البيت الأبيض "ستيف بانون". وفي شهر أغسطس قام بإقالة "ستيف بانون" كبير مستشاريه وكبير الخبراء الإستراتيجيين. والذي قام بمساعدته خلال حملته الانتخابية. ومنذ ذلك الحين يغرد "ستيف بانون" على تويتر بتصريحات تكشف فساد داخل الإدارة الأمريكية، واليوم هو موعد صدور كتاب "نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض"، والذي يتضمن شهادات مؤثرة لبانون حول كيفية إدارة ترامب للولايات المتحدة، والدور الذى يضطلع به نجله الأكبر، وصهره جاريد كوشنر . واختتم دونالد ترامب عام 2017 بإقالته لأعضاء هيئة المجلس الاستشاري للإيدز، والذي كان قد شكله الرئيس الأسبق بيل كلينتون من أجل تقديم الاستشارات للبيت الأبيض والمؤسسات الحكومية حول مرض الإيدز، وكيفية الوقاية منه، وما هي الوسائل المساعدة على التوعية ضده. لاتهامهم بمعارضة سياسته حول الرعاية الصحية.