• لماذا يجدر بك استخدام خدمة الطب عن بعد؟ • ليس عليك الذهاب إلى أي مكان ولكن يمكن استخدامها بكل راحة من البيت • لا يوجد وقت انتظار في غرفة الانتظار • محادثة سرية، وجهًا لوجه بينك وبين الطبيب • الحصول على رأي آخر بخصوص تشخيصك الطبي – لا يفصل بينك وبين الحصول على رأي ثان يتسم بالكفاءة إلا نقرة على فأرة الحاسوب (على سبيل المثال هل العملية الجراحية ضرورية حقًا أم لا) • إمكان بناء علاقة ثقة طويلة الأمد بين الطبيب والمريض هذه مجرد عينة من رسائل دعائية وإعلانية سريعة تتصدر أحد المواقع الإلكترونية للعلاج أو "التطبيب عن بعد" (Telemedicine)، وبذلك، أصبح متاح للمريض أن يلجأ إلى الطب عن بُعد من خلال مواقع إلكترونية تمثل عيادات طبية تقرّب المسافات على المرضى، وتتابع حالاتهم عبر أجهزة الاتصال، وتقدم لهم الإرشادات اللازمة للنقاهة الطبية. في بداية التسعينيات من القرن الماضي، كنت ضمن المدعوين لمشاهدة تجربة في مستشفى الأطفال الجامعي "أبوالريش" كانت آنذاك "مثيرة" وغير مسبوقة، حيث تبادل الأطباء المصريون مع نظرائهم في الولاياتالمتحدة عبر الأقمار الصناعية "آنذاك" الرأي والمشورة، بشأن عدد من الحالات الطبية المعقدة، وكان المكان محتويًا على تجهيزات كبيرة للمساعدة في إرسال وعرض صور الأشعات والتحاليل. لكن اليوم، أصبح يمكن لأي مريض في أي مكان في العالم، أن يعرض حالته على الأطباء في أي مستشفى يختاره في العالم، عن طريق شبكة الإنترنت، أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية! ففي اليابان، بدأ تطبيق نظام جديد في العلاج الطبي "التطبيب عن بعد"، وذلك عن طريق تطبيقات في الهواتف الذكية للأشخاص، تمكن الأطباء من تقديم رعاية بسرعة ومباشرة لضحايا السكتة الدماغية والمرضى الآخرين في المناطق النائية. يساعد هذا النظام أيضًا في مراقبة صحة الناس في منازلهم، بما في ذلك كبار السن، عن طريق وضع مفارش ذكية بداخل مراتب النوم، لتقيس ضربات القلب، والتنفس، والحرارة، على سبيل المثال. وعندما تتخطى تلك القياسات الحد الطبيعي، يقوم النظام بتحذير الطبيب المعالج، وإبلاغه على الفور. هنا يتدخل الطبيب عن بعد بإعطاء العلاج، أو التعليمات المناسبة للمريض، وهو في منزله، أو بالذهاب إلى المريض، أو إعطاء الأمر لنقله للمستشفى في أسرع وقت ممكن. وطبقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك نحو 50 مليون شخص سنويًا، يتعرضون لسكتات دماغية، 6 ملايين منهم يتوفون قبل وصول سيارة الإسعاف، و5 ملايين منهم ينجون، ولكن بعاهات مستديمة، أو إعاقات طويلة الأجل، ففي كل حالات التعرض لسكتات دماغية، كل ثانية تكون غاية في الأهمية للمصاب، وقد تفرق بين الحياة والإعاقة والموت؛ لذا فالتعامل السريع جداً مع الشخص المصاب بسكتة دماغية أمر غاية في الأهمية والضرورة. والأمر لم يعد مقصورًا على اليابان وحدها، بل إن "الطب الإلكتروني" بدأ ينتشر بشكل كثيف في مناطق عديدة من العالم، ففي الولاياتالمتحدة، تعمل الأجهزة الرقمية على تزويد المريض بمعلومات شاملة عن صحته، فتُشخّص حالة السكر، والضغط، ومشكلات القلب والتنفس، كما توثّق انتظام المريض في تناول الأدوية، بالإضافة إلى توفير العلاج عن بُعد، خصوصًا للفئات ذات الاحتياجات الخاصة وكبار السن. وفي فرنسا، يساعد الطب الإلكتروني بنسبة كبيرة العلاج النفسي، من خلال رصد الحالة، وتشخيصها، وتوجيه النصائح اللازمة التي تُعنى بالاسترخاء، وراحة النفس، مع تعزيز الوصفات الطبية بأنشطة رياضية. هذه التطورات من المنتظر أن تفرز تغييرات كثيرة على التعليم الطبي، وقد أصبح التعليم الإلكتروني بالفعل منهجًا أساسيًا، تعتمده العديد من كليات الطب في الدول المتقدمة؛ لذا لن يكون غريبًا أن نسمع قريبًا عن خطط لافتتاح أقسام في كليات الطب في مصر للدراسة عن بعد، وربما يسهم ذلك، وفق رؤية منظمة الصحة العالمية، في تجاوز النقص العالمي الكبير في العاملين في مجال القطاع الصحي، والذي يُقدر بنحو ثمانية ملايين موظف، كما أنه سيوفر خدمة طبية معقولة للمرضى في المناطق النائية. وهكذا، فإن تفاعل الطب مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال، من شأنه فرض تداعيات كبيرة على إدارة المؤسسات الصحية، يجب الاستعداد لها من الآن، فضلا عن أن كفاءة خريجي كليات الطب بحاجة إلى قفزة نوعية، تضاهي نظراءهم في كليات الطب في الدول المتقدمة.