تلقيت العديد من التعقيبات والأفكار والاقتراحات من السيدات والسادة القراء حول ما كتبته - هنا في "بوابة الأهرام" يوم الإثنين الماضي – تحت عنوان: الساحل الشمالي ثروة قومية وسياحية مهدرة. أكدت التعقيبات، بشكل عام، أن مصر هي بالفعل من أغنى البلدان بمقوماتها الحضارية والتاريخية والطبيعية والبشرية، وبسواحلها الدافئة شتاءً، وبطقسها المعتدل طوال أيام العام، وكلها مقومات سياحية وترفيهية معتبرة ولا مثيل لها في العالم، لكنها مهدرة- بجهل أو عن عمد- بكل أسف وأسى. يقول السفير عبدالفتاح عز الدين في تعقيبه القيم: مقال ممتاز كالعادة للاستفادة من ريفييرا الساحل الشمالي المصرية، والاقتراح- الذي تقدم به الكاتب الصحفي الكبير مصطفى النجار- بأن تكون هذه الريفييرا أحد المشروعات القومية العملاقة التي تقوم بها الدولة هو اقتراح رائع، خاصة، أن البنية الأساسية للمشروع موجودة، وتحتاج فقط إلى استكمال المواقع التجارية والترفيهية بطريقة تحافظ على البيئة، وإلى تنظيم إداري وسياحي لتقديم خدمة عالية المستوى للسائحين، ولتكسب مصر مليارات الدولارات في وقت وجيز، لأن أوروبا "المدفونة في الثلوج" تتطلع إلى شمس مصر المشرقة وإلى بحرها الهادئ. في الوقت نفسه، يقول الخبير السياحي أحمد محمد علي الدياسطي: "بدل ما الشاطئ (الساحلي الشمالي) يكون كله فنادق تسهم في زيادة الدخل القومي من العملة الأجنبية "خلوه" كله شاليهات فردية"!! يضيف: قارن بين الساحل الشمالي المصري وشواطئ قبرص واليونان ومونت كارلو في فرنسا، وماربيا ومالجا في أسبانيا، قارن بين هذه الشواطئ، وسواحل كل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ستتأكد أن ما تمتلكه الشواطئ الساحلية المصرية من مقومات بيئية ومناخية وطبيعية لا مثيل لها في العالم، صيفًا وشتاءً، وهنا ستدرك – أيضًا- أن الدولة ارتكبت جريمة بالتفريط في أرض الساحل الشمالي، وجعلتها ملكية لشاليهات فردية "مش عارف ليه دايمًا بنفهمها متأخر"!! يختتم السيد الدياسطي تعقيبه قائلا: أتمنى أن تخطيط مدينة العلمين الجديدة يراعي المفاهيم التي ذكرتها، ونجعل من العلمين شرم الشيخ الساحل الشمالي. وفي تعقيب مطول قدم الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ، أمين عام المجلس المصري للشئون السياحية، تحت التأسيس، ما يمكن وصفه ب "خارطة طريق" لجذب السائحين للساحل الشمالي من كل بلدان العالم، وبالذات من قارة أوروبا المدفونة في الثلوج. جاء فى التعقيب: أتفق معكم مائة فى المائة أن مصر من أغنى بلاد العالم بمقوماتها الحضارية والتاريخية والطبيعية والبشرية، وبشأن ما تناوله مقالكم من صرخة على حال الساحل الشمالى كأحد المقومات الشاملة المهدرة في مصر، أود أن أنوه إلى النقاط المهمة التالية: - يمتد الشريط الساحلي الشمالي لمصر مسافة 1050 كيلو مترًا من مدينة رفح شرقًا إلى منفذ السلوم غربًا، وإن كان مسمى الساحل الشمالي في المفهوم السائد يقصد به المنطقة الواقعة من غرب مدينة الإسكندرية حتى مدينة السلوم. - المناخ في هذه المنطقة معتدل صيفًا وشتاءً ومتوسط درجات الحرارة في الصيف 26 درجة وفي الشتاء 14 درجة، ويمتد فصل الصيف نحو 8 أشهر مع ندرة وجود جبال أو مرتفعات، وبذلك تتميز المنطقة بمميزات مناخية تؤهلها لأن تكون مصدر جذب سياحي عالمي على مدار العام خاصة لدول الشمال بصقيعها ومناخها البارد. - تتميز المنطقة بكونها أكثر الأماكن سحرًا في مصر والعالم من حيث شواطئها ذات المياه الزرقاء الساحرة ورمالها الناعمة، كما تمتد على سواحلها العديد من القرى السياحية الفاخرة والفنادق والمنتجعات وأماكن الترفيه والألعاب المائية غير المستغلة معظم شهور العام. - يعد الساحل الشمالي امتدادًا جغرافيًا سهل الوصول إليه بحرًا وجوًا من دول شمال البحر المتوسط بما يعد وسيلة جذب سياحي متميز، وتكثيف وتسهيل وسائل النقل البحري عبر البحر المتوسط سيكون له مردود بالغ الإيجابية. - السياحة الداخلية للمصريين مقوم مهم جدًا للتنمية السياحية الشاملة لتلك المنطقة على مدى العام وليس خلال فصول الصيف فقط، وذلك من خلال إعداد وتنظيم برامج سياحية متنوعة للمؤسسات والشركات والجامعات والمدارس وخلافه. - ربط السياحة الشاطئية بتلك المناطق بأنماط سياحية أخرى مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الصحراوية والسياحة العلاجية. - ضرورة ألا تقتصر خطة تنمية الساحل الشمالي على إنشاء القرى السياحية فقط؛ بل يجب أن تشمل توفير خدمات ترفيهية وتنموية أخرى مثل المولات التجارية والمنتجعات ودور الاستشفاء والمطاعم التي تقدم مأكولات محلية وخلافه وبمميزات تنافسية فى الأسعار والجودة. - يجب البدء في إعداد خطة تسويقية شاملة لتلك المنطقة، ووضع شرح مفصل لما تمتلكه من مقومات فريدة مع عرض تسهيلات لجذب السائح الدولي والمحلي لزيارتها على مدى العام. يختتم الدكتور زين الشيخ تعقيبه قائلا: أزف لسيادتكم بشرى سعي مجموعة من المصريين المهمومين بتنمية بلدهم والساعين إلى مستقبل أفضل تبني فكرة إنشاء "المجلس المصري للشئون السياحية "والذي يضم نخبة من العاملين في مجال السياحة، وممثلي القطاعات المجتمعية المختلفة ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بصناعة السياحة مثل: الطيران - الصحة – المواصلات - التعليم – الثقافة - الرياضة - المهرجانات - المعارض - الصناعة – الزراعة – القانون - الإعلام- الأمن – المجتمع المدني، وخلافه... من واقع إيماننا الراسخ بأن السياحة هي ثقافة، وأداء المجتمع بسائر طوائفه. ومن ضمن أولويات المجلس المصري للشئون السياحية، تحت التأسيس، وضع خطط وبرامج تسويقية وتنشيطية متخصصة لكل نمط سياحي مستقل: الجولف – الماراثون – السياحة العلاجية – السياحة الثقافية – الشواطئ – سياحة كبار السن – السياحة التعليمية – سياحة الصحراء – مشاهدة الطيور.. وخلافه. [email protected]