كشف عمر صبور، رئيس جمعية شباب الأعمال، عن استهداف الجمعية الدخول في استثمارات بقطاعيّ السياحة والفنادق فى ليبيا والسودان، فضلاً عن عقد بروتوكولات تعاون مع كل من تركيا وتونس تركز على تبادل الخبرات بين مجتمعات شباب الأعمال. وقال صبور، في حوار مع "بوابة الأهرام"، إن خطة الإصلاح الاقتصادى يجب أن تعمل على تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مطالبا البنوك بالمساهمة والتدخل لمساندتها، فضلاً عن خلق ثورة فكر جديد لإدخال الاقتصاد غير الرسمى ك "الباعة الجائلين" والذى تمثله شريحة كبيرة من المواطنين للمنظومة الاقتصادية، مضيفًا أن أبرز المشكلات التى تواجه رجال الأعمال حاليًا تتمثل في ارتفاع نسبة الفائدة على عمليات المشروعات الجديدة.. وإلى نص الحوار: كيف تأثر قطاع الأعمال بالأحداث السياسية والاقتصادية المتلاحقة بمصر؟ وماهو موقف العمالة عندما تتعرض بعض المصانع للتوقف؟ * فى الحقيقة عدم وجود استقرار فى أى قطاع، يؤثر سلبيًا خاصًة على ثقة المستثمر سواءً كان أجنبيًا أم مصريًا، والأحداث التي شهدها عام2011 أثرت على معظم القطاعات إن لم تكن كلها، لاسيما السياحة والعقارات والصناعة والتصدير والتى تبعها هبوط حاد بحجم المبيعات بعد مشكلة نقص السيولة للشركات التي أصبحت مديونة، ولديّ كامل اقتناع أن الوصول إلى الاستقرار السياسى سيفتح آفاقًا جديدة تحول السوق إلى مستوى شفافية يشجع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ويعطى فرص نمو حقيقية لمحاربة الواقع السيئ، خاصة أن لدينا مشكلة حقيقة تتمثل في أن 1500 مصنع أغلقت بعد عجز الشركات على تحمل الأعباء المادية ما ينتج عنه ارتفاع معدل البطالة. ما الدور الذى تقوم به لجنة البنوك والتمويل بالجمعية؟ وما الدور الذى تقوم به اللجان الداخلية؟ * الجمعية بها 16 لجنة، تهدف كل منها على دراسة شاملة للقطاع الذى تشمله، ثم تضع توصيات التطوير، ولايختلف دور لجنة التمويل عن غيرها حيث تقوم بعمل دراسة شاملة لكافة القطاعات الحيوية والاستثمارية خاصة فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتدرس حجم التمويل التقديرى لتلك المشروعات وتصدر توصيات عن الجهات الممولة التى تساهم فى تنفيذ المشروعات، إلى جانب ذلك تقوم لجان الجمعية بوضع برامج تشريعية وبرامج تنموية لطلبة الجامعات حيث تم تدريب ما لايقل عن 20 ألف طالب بخمس جامعات بمحافظات متفرقة بتمويل مشترك مع منظمة "دانا جاس" الإماراتية، كما أن الجمعية تدرس مشروع تدريب فنى للعمالة المتخصصة وتؤهلها لسوق العمل، ولكن قلة فرص العمل بعد الأحداث المتكررة تسبب فى تباطؤ تنفيذ المشروع. - هل يؤثر صراع الأجيال بين الشباب وكبار رجال الأعمال سلبًا على مستقبل القطاع؟ * أعتقد أنه لا يوجد صراع بين أجيال قطاع الأعمال بالصورة التى يتخيلها البعض، لكن المشكلة قبل الثورة تمثلت في وجود حفنة من رجال أعمال مرتبطين بالحزب الوطنى يأخذون امتيازات أكثر من غيرهم، لكن فى الحقيقة أن هناك تكاملاً واضحاً بين شباب وكبار الأعمال من خلال تعاون جمعيتي "رجال الأعمال" و"رجال أعمال الإسكندرية" مع "شباب الأعمال" عبر تبادل الخبرات وتحديث القطاعات بإدخال التكنولوجيا وما إلى ذلك. - ما خطة الإصلاح الاقتصادى كما يراها شباب العمال؟.. وما الرؤية الجديدة التى تضيفها؟ * تتمثل خطة الإصلاح الاقتصادى فى التركيز على تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى تم إطلاقها فعلاً مع شركة "موبينيل" تحت مسمى "مشروعك حقيقة"، وتأتى باختيار الأفكار الجيدة من خلال مسابقة وتعطى تمويلات بلافوائد.. ونطالب البنوك حاليًا بالمساهمة والتدخل الجاد والذى لم يحدث حتى الآن حيث تشترط لعمليات الإقراض شروط وضمانات معينة للشركات، كما أننا نحتاج إلى فكر جديد لإدخال الاقتصاد غير الرسمى ك "الباعة الجائلين" والذى يمثل شريحة كبيرة للمنظومة الاقتصادية، إلى جانب استخدام الطاقة الشبابية بشكل أمثل يؤهلها لتكون ثروة قومية بدلاً من كونها عبئًا ماديا على الدولة، وخطط الإصلاح الاقتصادى يجب أن تركز على تفعيل برامج التوعية للجيل القادم وتغيير مناهج التعليمية، بإضافة جانب تأهيلى وتدريبى يساعد على خلق عقول اقتصادية قادرة على الإبداع الحرفى والمهنى قبل خروجها لسوق العمل. - ما المحاور التى تركز عليها خطط عمل الجمعية ؟ * نعمل على عدة محاور تتصدرها أجندة الأعمال الوطنية التى تتضمن دراسة لتطوير القطاعات الأكثر احتياجاً كالسياحة والصناعة وإدخال التكنولوجيا على القطاعات الحيوية والاهتمام بالصناعات البسيطة كثيفة العمالة كالزراعة والإنشاءات، وهى دراسة نسعى لتنفيذها منذ وقت طويل ونركز فيها على دور المجتمعات المدنية . - كيف ساند شباب الأعمال ثورة مصر؟ * الجمعية ليس لها موقف سياسى ولا تفرض على أعضائها اتجاهًا معينًا، لكننا نخدم مصر من دون تبني وجهة نظر معينة، قد يكون استثمارا مباشرا أو ضخ أموال للسوق أو جذب مستثمر أجنبى وما إلى ذلك، وأيضاً كانت هناك مبادرات اجتماعية للتوعية شاركنا من خلالها بالتبرع بالدم وبرنامج "صوت البلدى مش للبيع" والهدف منه محاربة بيع الأصوات فى الإنتخابات البرلمانية، كما أن معظم الشركات حافظت على العمالة ودفعت كامل مرتباتها من رؤوس أموالها الخاصة ولكى تظل موجودة بالسوق. - ما الخطط المستقبلية لجذب الاستثمار الأجنبى؟ وأين أنتم من الاستثمار فى ليبيا والسودان؟ * تم عقد بروتوكولات تعاون مع دول أجنبية كتركيا وتونس وليبيا والسودان تهدف جميعًا إلى التعاون بين شباب الأعمال بكل القطاعات، فتركيا تهتم بالاستثمار بمصر مما يؤكد خلق علاقات تجارية واستثمارية فى وقت قياسى، فضلاً عن دخولنا سوق ليبيا كمستثمر سياحى خاصًة أن لديها نقصا فى وجود الفنادق والإسكان والصناعات الغذائية، وبالنسبة للسوق السودانية نعمل جاهدين على إنشاء مجالات استثمار زراعى وسياحى، كما ندرس مشروع نادٍ رياضى كبير لكن مع بداية الاستقرار. - ما هي أبرز المشكلات التى يواجهها رجال العمال مع البنوك؟ * ارتفاع نسبة الفائدة على عمليات الإقراض لرجال الأعمال على المشروعات الجديدة أبرز المشكلات مع البنوك، وإن كانت إلى الآن لم تتغير على المشروعات القائمة ، ويبدو أن البنوك تعمل بدراسة معينة فى ضخ نسبة السيولة، والبنك الأهلى يكاد يكون الوحيد الذى قام بمبادرات فى البحر الأحمر وجنوب سيناء فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. - كيف نواجه عمليات الفساد فى قطاع الأعمال ؟ * ندرس الآن تفعيل برنامج لمكافحة الفساد بالتعاون مع الوزارات المعنية حيث نقوم بتدريب وتوعية الشركات وعمل إدارات من خلال لوائح فى شركات القطاع العام، كما نحاول تطبيق ذلك النظام مع شركة واحدة للقطاع العام كتجربة نقيم بها مدى نجاح المؤسسة فى الاستيعاب، كما أن الجمعية تعد الآن مسودة قانون "تعارض المصالح" والذى يمكن فى ظل وجوده أن يتولى رجل أعمال رئاسة جهة حكومية معينة، تمهيداً لعرضها على مجلس الشعب، بالإضافة إلى دراسة قطاع واحد من القطاعات الصناعية ونعرف من خلاله أين توجد بؤر الفساد لمعالجتها ويبدأ تفعيله خلال شهرين من الآن . - ما رأيك في حكومة د. كمال الجنزورى ؟ وما هو تقييمك لأداء الإخوان البرلمانى؟ وهل سيؤثر سلبًا على موارد الدولة؟ * لا ننكر أن حكومة الجنزورى جاءت فى ظروف صعبة، ولكني أرى أنها قادرة على مواجهة الصعاب، لكن تحتاج لعوامل مساعة أهمها الأمن والاستقرار، وبالنسبىة للإخوان فهم جماعة لها تاريخ سياسى مطمئن ولديها وعى برلمانى وديمقراطى يؤهلها للتعامل مع العقبات الحالية، وأرى أن كذلك سيكون مؤشرًا جيدًا على موارد الدخل خاصة السياحة، وهذا ما أكده ممثلو الإخوان فى لقاءات متعددة أكدوا أنه لا قيود على السياحة ..وأنا أختلف مع الرومانسية السياسية ولا أطلب من الإخوان أن يكونوا مثاليين.