بعد أن أعلنت الشركة المصرية للاتصالات عن خطتها الحصول على رخصة لإنشاء أول شبكة افتراضية للتليفون المحمول بمصر فى حال طرحها من قبل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يثور جدل حاليا بين المواطنين عن ماهية طبيعة الشبكة الافتراضية؟ وهل هى شبكة رابعة للمحمول؟ وماهى الأسباب التى تدفع المصرية للاتصالات للحصول على هذه الرخصة؟ وهل يتعارض ذلك مع كونها شريكة فى شبكة فودافون مصر؟.. هذا التقرير يجيب عن هذه التساؤلات. يقول المهندس طارق أبوعلم، الرئيس التنفيذى للشركة: إن الداعي وراء الحصول على هذه الرخصة هو أن إستراتيجية الشركة المستقبلية أن تصبح مشغل شامل للاتصالات، وأن تستطيع تقديم خدمات التليفون الأرضى والمحمول والإنترنت وأى خدمات اتصالات أخرى فى السوق المصرية، وأن تستطيع الدخول فى مجالات جديدة تظهر مستقبلا لتعويض التراجع فى خدمات الثابت فى السوق المصرية. ويوضح بعض خبراء اتصالات أن مشغلي "الشبكات الافتراضية" فى العالم يقصد به تلك الشركات التي لا تمتلك شبكات اتصالات محمول فعلية والتى تعتمد في تقديم خدماتها لعملائها اعتمادا على استخدام البنية التحتية لإحدي شبكات المحمول العاملة في هذا البلد، بمعنى أن الشبكة الافتراضية لاتعتبر شبكة محمول جديدة منافسة للشبكات القائمة بالفعل، وقالوا إن الشركات المشغلة للشبكات الافتراضية ترتبط باتفاقات تجارية مع شركات المحمول التقليدية لشراء دقائق محمول باحجام كبيرة لتقديم عروض وخدمات لشرائح محددة في المجتمع ولها المرونة لطرح الخدمات بأسعار تنافسية أقل من الأسعار الموجودة في السوق الذي تعمل فيه، كما أنها لها الحق فى عمل بعض التجهيزات والإعدادات على الشبكة الأساسية المتعاقدة معها وتقديم بعض الخدمات والتطبيقات الجديدة للجمهور. ويؤكد هؤلاء الخبراء أنه من هذا المنطلق فى حالة حصول المصرية للاتصالات على هذه الرخصة فإنها لن يسمح لها بإنشاء بنية أساسية خاصة بها للتليفون المحمول، ولن تمنح طيفًا تردديًا ولكنها ستتعاقد مع من واحد من مشغلى الاتصالات المرخص لهم فى السوق المصرى والمالكين للطيف الترددي والبنية التحتية والاقرب فى هذا الموضوع هو تعاقدها مع فودافون مصر باعتبارها شريك لها فى الشبكة، وتقوم المصرية بشراء دقائق بحجم كبير على هذه الشبكة وإعادة بيعها للعملاء تحت اسم وعلامة تجارية مختلفة خاصة بها بالإضافة إلى تقديم خدمات وعروض جديدة خاصة بها مختلفة عن ما تقدمه فودافون للسوق. ويرجح محللون للاتصالات إلى أن المصرية للاتصالات حال حصولها على رخصة بشبكة افتراضية للمحمول فانها ستعمل على نهج سياسات جديدة من شأنها أن تحصل على نسبة من السوق المصرى تدر عليها دخلا مناسبا من خلال تقديم خصومات سعرية وعروض ترويجية مع التركيز علي الشركات وقطاع الأعمال واستهداف شرائح جديدة أو تجمعات معينة من السوق ، وتقديم خدمات ذات جودة عالية في مجال نقل المعلومات والتطبيقات المختلفة على التليفون المحمول ، وتقديم خدمات لاول مرة تجمع بين التليفون الثابت والمحمول . الجدير بالذكر أن شركة فوداون مصر قد أعلنت عن نجاحها كأول شركة فى المنطقة العربية تطلق منذ أيام قليلة أول شبكة افتراضية فى ايطاليا توفر خدمات محمول باللغة العربية بإيطاليا، لخدمة أكبر جالية مصرية وعربية في أوروبا لتيسير التواصل بين المصريين وجاليات دول شمال إفريقيا مع ذويهم في أوطانهم الأصلية.