فور الهجوم الإرهابي الخسيس على مسجد الروضة بسيناء، بادرت سلطنة عمان على أعلى المستويات بالتأكيد على تجديد تضامنها التام مع مصر. شاركت في ذلك الصحافة وكافة وسائل الإعلام العمانية، حيث تعد الدعوة إلى مواصلة مصر القوية دورها الرائد من المحاور المهمة التي تتصدر دائما اهتماماتها، تأكيدًا على التقدير لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما يعبر ذلك عن المواقف الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تجاه مصر. من جانبها، نشرت جريدة عمان – التى تعد أعرق صحف السلطنة اليومية - افتتاحية تحت عنوان: التعاون الفعال ضرورة لمواجهة آفة الإرهاب. وقالت فيها: إذا كان الأشقاء في مصر قد صدمهم الحادث الإرهابي الخسيس، الذي تعرض له مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بشمال سيناء ، فإنه مما لا شك فيه أن العمانيين والكثيرين جدا في المنطقة وعلى امتداد العالم ، قد صدمهم الحادث البشع ، ليس فقط لأنه أودى بحياة المئات من الأبرياء من أبناء الشعب المصري الشقيق ، ولكن ايضا لأن الحادث استهدف أحد بيوت الله ، وخلال تجمع المصلين لأداء صلاة الجمعة ، والمساجد ودور العبادة بوجه عام هي أماكن آمنة ، تقام فيها الصلوات ، ويتوجه مرتادوها الى الله عز وجل ، ولا يجوز أبدا قتلهم أو ترويعهم، لا في داخل المساجد ولا حولها. ولقد بعث السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان تعازيه وصادق مواساته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما أن وزارة الخارجية العمانية أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الإرهابي والهجوم المسلح على مسجد الروضة ، وأكدت في بيان لها تضامنها مع مصر الشقيقة ضد آفة العنف والإرهاب بشتى صوره وأشكاله، كما دعت السلطنة دول العالم إلى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل والسبل الممكنة. وأكدت جريدة عمان اليقين بأن مصر الشقيقة قادرة بجهود أبنائها وبتعاون الأشقاء والأصدقاء معها بأشكال مختلفة، على مواجهة هذه الهجمة الإرهابية الشرسة والجبانة التي بدأت تمتد إلى المساجد في أرض الكنانة، وأنها قادرة أيضا على التغلب على محاولات مكشوفة لشغلها على أكثر من جبهة. من جهتها، نشرت جريدة الوطن العمانية افتتاحية تحت عنوان: ستظل مصر عصية عن الانكسار. وقالت فيها: الجريمة الإرهابية الوحشية النكراء التي استهدفت المصلين وهم في مناجاة وتواصل مع خالقهم في مسجد الروضة بشمال سيناء والتي أدت إلى وفاة أكثر من ثلاثمائة مصلٍّ، تؤكد الحقيقة الثابتة وهي أن مصر لا تزال في عين العاصفة الإرهابية الهوجاء التي تستهدف المنطقة، ولا يختلف شأنها عن شأن سوريا والعراق وليبيا وغيرها؛ فصورة المشهد المصري الذي تطغى عليه مناظر الدم، ويخيم عليه الحزن لا يحتاج كثيرًا من التفصيل للغوص في تبيان الأسباب التي دفعت ببرابرة العصر إلى ارتكاب هذه المجزرة بحق الأبرياء بالنظر إلى ما تمثله مصر من مكانة في الوطن العربي وثقل وازن.