أدنى 1 . . (أرملة) زمنَ الحرب كنا نقفُ طوابيرَ لشراءِ الخبزِ ، كانَ الناسُ يصطفونَ صفين اثنين: صف للنساء وآخر للرجال، كان طابورُ النسوة طويلًا جدًا كأنه أفعى سوداء، وصفُ الرجالِ يتكونُ من ثلاثةِ أشخاصٍ مسنين وأنا، جاءت أرملةٌ واصطفتْ في طابورِنا، خلفي مباشرةً، أمرهَا صاحبُ المخبز المصريِ الجنسية أن تقفَ في طابورِ النساءِ، فقالتْ بحدةٍ وهي تٌعَدِّلُ من وضعِ عباءتها السوداء الكالحة: وهل هنالك رجال حتى أقف في صفهم. .... أدنى 2 . . (ثأر) جاهدَ جدي ضدَ الإنكليز. كان يقتلُ الجنديَ البريطانيَ ويأخُذ سلاحه وعتاده ويدفنُه في بستانِه ويزرعُ فوقَ جثتهِ نخلة، صارت فسيلاتُ النخيل تملأ بستانهَ تحتَ كلِ تالةٍ يرقدُ جنديٌ إنكليزيٌ قَتلهُ جدي. غادَرنا البريطانيون، كبرَ النخيلُ. مات جدي، كبرنا، شاخ نخيلُنا، احتلّنا الإنكليزُ ثانيةً، قاموا باقتلاعِ كل نخيل جدي. .... أدنى 3. . (زائر) حربُ الخليج الثانية. شابٌ، وزوجتهُ الشابة، وطفلتُهما ذات الربيعين، نيام. اقتحمت شباكَ غرفتهم شظية قنبلة أطلقها مدفع ما وقطعتهم، كُلَ جَسَد صارَ نصفين. .... أدنى 4.. (حظ عاثر) تهدم منزل صديقي الكائن خلف الفندق الذي رسمت على أرضية مدخله صورة بوش الأب نتيجة قصف القوات الجوية الأمريكية لهذا الفندق، أصيب صديقي بالقصف وطار نصف قحف رأسه، رقد في المستشفى سنه ونصف السنة، تركته زوجته وقد أخذت معها أولاده، هو الآن يشحذ في الشوارع. .... أدنى 5. . (جندي) بعد انتهاء المعركة، جندي يخرج من كيس الموتى ويقول لزملائه: مهلًا ما زلت حيًا. ---- علي السباعي (كاتب من العراق)