في الطريق إلى المساء ألقيتُ السفر من النافذة احتفظت بحقيبة صور وأدوات معقمة لتضميد أحلام الظهيرة ... في حضور المساء رشفتني القهوة ونامت ضللنا الطريق إلى مطحن البن لولا رائحةُ أفسدها العطر أرشدتنا إلى عتبة الليل ... حرفان لم يتم اكتشافهما بعد: أنا وهي سنبقى مجهولين حتى يبوح المساء بأسراره قبل أن يحتضر ... الشجرة التي احتست القهوة مزاجها رائق بين حاجبيها بحر كلما مرت به نسمة فاض على الخدين ماء الورد تهدهدني كطفل تمازحني كثيرًا كل لحظة تقذفني بثمرة تكتب اسمي على ورقة شاي الثمرة الأخيرة أضاعت حبة ابتلعها المساء بعد أن تخضبت الأرض من فرط الرمان ... تلك السحابة كانت حلمًا هاربًا تلك الغيمة كانت امرأة افتراضية هذه الأرض كانت ممهدة لزراعة الخوف الصوت الذي شق صدر الليل كان سهمًا يتربص بالأحبال العيون التي أسكرت النهار تابت وباتت في ممات زرعتُ صبارة فوق الشعر وأنشدت على خدها الأيسر: سلامًا لأصحاب اليمين ... المساء ابن النهاية تقترب فتدفعها تبحث عنك فتختفي خلف وردة تتنكر لك في زي نسمة فتفطن إليها تتجسد في نافذة فلا تعبر ولا تنظر كوحش جائع تطاردك تعثر عليك لا هروب من النهاية النهاية فريضة على كل مبتدأ ... سأذهب إلى الفراش الآن حان وقت اليقظة الوسادة محشوة بالمصابيح الأشباح تتدلى من السقف العناكب تحرس صورة وحيدة السكون الصاخب يدعوني هذه ليلة جيدة للاستسلام عندما انتصف الليل أوقدت شمعة أشعلت حربًا مع هذه الكائنات أيقنت بالهزيمة أطلقت رصاصة في جوف الليل انتزعت النهار نمت في حمى الشمس رهينة لأحلام الظهيرة