"الحقونا..الحقونا..أمسك حرامى " كلمات أطلقت كرصاص في سواد الليل سمع صداها مرات ومرات، ولكن لم يستجب أحد، الكل مشغول بحاله، والأطفال يلهون في الفناء الموجود بمسرح الجريمة، تحيطه العقارات من كل جانب، صرخاتهم تتعالى ولكنها لا تلقى استجابة، والسبب تكرارهم لذلك اللأمر، حتى أصبحت لعبتهم المفضله " امسك حرامى " ولكن هذه المرة تقع الفأس في الرأس وتصبح اللعبة حقيقه أمامهم ولكن لا يصدقهم أحد. رصدنا تفاصيل الحادث الأليم، وسماع أقوال شهود العيان والجيران، و الذى وقع يوم السبت الماضى، بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية، وراح ضحيته سيدة سورية الجنسية، ونجلها البالغ من العمر 8 سنوات. "أجراس الساعة تدق 8 مساء سمعت الأطفال تصرخ بصوت عالٍ..امسك حرامى.. لم تكن المرة الأولى التى نسمع فيها هذا الصراخ، وكأننا تعودنا علي لعبتهم المفضلة هذه، ولكن تلك المرة لم تكن لهوًا مثل العادة، بل كانت إشارة الاستغاثة التى سلطت الضوء علي الجناة"، بهذه الكلمات بدأ "معتز.ع" 36 سنة أحد جيران المجنى عليها بالحى الراقى بالمجاورة رقم 25، مشيرًا إلى أنها لم تكن المرة الأولى التى يسمع فيها استغاثة الأطفال في الشارع أثناء لعبهم، لذا لم يعط اهتماما بما سمعه، قائلا " الساعة كانت 8 مساءً والأطفال تلهو في الشارع، سمعت صراخ إحدى السيدات، فشعرت بحدوث شيء سيئ، فأسرعت لفتح شرفة البيت لأرى ما يحدث، حتى وجدت رجلين الأول قصير القامة، والثانى طويل وذو جسد ضخم، يهرولان بخطوات سريعة خارج الشارع، وظهر على الأول عرج في قدمه أو انفلات لأعصابه من سماع صراخ السيدة والأطفال، وبمجرد رؤيتهما للأهالى يتجهون نحوهم فرا هاربين ". مؤكداً أنه كان يعرف المجنى عليها وأسرتها منذ فترة طويله، حيث كانت تعمل بمركز الورود السورية التعليمى بالقرب من مسكنها، منوها إلى حسن سلوكها هى وعدد كبير من السوريين من قاطنى المنطقة، فهى منطقة معروفة بكثرة السوريين الموجودين بها، وأنه فور رؤيته المتهمين، نزل مسرعا إلى عقار المجنى عليها ليجد العديد من أهالى المنطقة ممن سمعوا الصراخ، فيما هرول بعضهم وراء المتهمين ليقع في إيديهم المتهم الأول، ويلوذ الثانى بالفرار.
"لم يخططا لسرقة شخص بعينه..طرقا باب الساكن الأول فلم يفتح..ليقع الاختيار على شقة المجنى عليها " .... و قال " أحمد.م" أحد شهود العيان، ومن جيران المجنى عليها، " أنا أعرف المجنى عليها ونجلها منذ سكنهم بالمنطقه، وكان مشهودا لها بالاحترام وسط جيرانها، وبأدب نجلها الصغير، كانوا ذوي حالة مادية ميسورة، ولم يكن معهم من المال ما يدعو لسرقتهم، ولكن الاختيار وقع عليهم عشوائياً " . ويضيف عند سماعى صراخ الأطفال وجارة المجنى عليها بالعقار، هرولت مسرعا تجاه مسرح الجريمة، وعند اقترابى من العقار وجدت رجلين يهربان ببداية الشارع الرئيسى، فصعدت تجاه صوت الصراخ النابع من جارة المجنى عليها بالدور الثالث، وعند دخول شقتها وجدت المجنى عليها ونجلها الصغير ملقيين علي الأرض بجوار باب الشقة، ودماؤهم تغمر المكان، وعلى الفور قمت بإبلاغ الشرطة " .
يبدو أن المتهمين لم يخططا لسرقة أحد بعينه، حيث قاما بدخول العقار عن طريق القفز من أعلى السور الخاص به، وعند دخولهم إياه، قاما بالطرق علي الشقة بالدور الأرضى منتحلين صفة عاملين بإحدى شاركات المبيدات الحضرية، وأنهما منتدبان من الشركة للقضاء على الحشرات، ولكن لحظة من الشك والارتياب انتابت قاطنى الشقة، ليردوا بعدم معرفتهم بالشركة وأنهم لايريدون التعاقد معهما، ويصعد المتهمان بدورهم إلى شقة المجنى عليها بالدور الثالث لعدم تواجد سكان بالدور الثانى، وعند طرقهم شقة المجنى عليها، وسؤالها عن هويتهم، قامت بفتح الباب، وهنا كانت النهاية .. " . وأكمل أحمد حديثه قائلاً" بعد سؤال المجنى عليها عن هوية المتهمين، قامت بفتح باب الشقة، لتتلقى علي الفور طعنه بالرقبة ألقت بها علي الأرض، ووعند محاولة الابن رؤية ماحدث لأمه قام المتهم الثانى بطعنه بسلاح أبيض في الرقبة لفظ علي إثرها أنفاسه الأخيرة، وقاما بسرقة محفظة النقود الخاصة بالمجنى عليها، وفرا هاربين" .
"ماتت هى وابنها من أجل 500 جنيه.. الأهالى مسكوا واحد..والشرطة مسكت الثانى " .. وبسؤال إحدى جيران المجنى عليها صاحبة مكتبة للأدوات المدرسية بالمنطقة، عن معرفتها للحادث ومشاهدتها للجناة، أكدت أنها لم تر أحداً، ولكنها سمعت صراخ الأطفال قائلين " امسك حرامى " ولكننا تعودنا علي إطلاقهم مثل تلك الكلمات كنوع من الألعاب المتفق عليها فيما بينهم، ولكن بعد فترة قصيرة اكتشفنا ما حدث بعد صراخ سيدة، إحدى ساكنى العقار، تجمع علي إثره الأهالي، وقاما بملاحقة المتهمين، ويسقط أحدهما وبحوزته محفظة النقود الخاصة بالمجنى عليها، وبها مبلغ مالى 500 جنيه وبطاقة البيانات الشخصية، وبعدها بأقل من ساعة تمكن رجال الشرطة من القبض على المتهم الثانى.