أكثر من خمسين فيلما أنتجت عن ثورة 25 يناير كانت جميعها بمجهودات ذاتية، ومعظمها بدون سيناريوهات مكتوبة مسبقا، حيث غلب عليها الطابع التسجيلى، حتى الأعمال الروائية التى قدمت مشاهد عن الثورة وصفها النقاد بأنها مشاهد مقحمة على الأحداث الدرامية. أفلام الثورة التى قدمت منذ 25 يناير الماضى وحتى اليوم تشابهت فى الشكل والمضمون ، فالشكل تسجيلى والمضمون مجرد مشاهد من ميدان التحرير ،وتركيزا على الأيام الأولى منذ 26 وليس 25 حيث لم يكن الجميع قد تنبه من السينمائيين إلى وجود ثورة حقيقة فى الشارع، ومن 26 يناير إلى 28 وهو ما سمى بجمعة الغضب ،ويعد فيلم"18 يوم "الذى شارك فيه عشرة مخرجين ونجوم السينما هو العمل الأكثر انتشارا وتركيزا ومشاركة فى المهرجانات العالمية كونه من أول الأعمال التى أنتجت وسافر بها مخرجها شريف عرفة لمهرجانات دولية وعربية. وقد تسابقت الدول العربية على عرض هذه الأعمال فى احتفالات الثورة فبعد أن أعلن نادى أفلام أبو ظبى عن عرضه لفيلم "تحرير 2011" والذي لثلاثة مخرجين، قدّم كل واحد منهم فيلمه الخاص ضمن سياق فيلم واحد جامع ويلقي الضوء على ردود الفعل من الثورة المصرية. قررت الهيئة الملكية الأردنية بعمان الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة المصرية بعرض ستة أفلام وثائقية عن ثورة 25 يناير اعتبارا من بعد غد الأحد وحتى يوم الخميس المقبل وبحضور مخرجي تلك الأفلام. حيث تعرض يوم الأحد نفس الفيلم الذى تعرضه أبوظبى وهو فيلم "التحرير 2011 : الطيب والشرس والسياسي" من إخراج آيتن أمين وتامر عزت وعمرو سلامة كما سيتم عرض الفيلم الوثائقي "18 يوم في مصر" الاثنين المقبل ومدته 45 دقيقة من إخراج أحمد ورمضان صلاح ويوثق الفيلم للأحداث التي جرت منذ اليوم الأول الذي اندلعت فيه ثورة 25 يناير وحتى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مع التركيز على أهم الأحداث التي جرت خلال خمسة أيام وهي: يوم اندلاع الثورة في 25 يناير ، ويوم 28 يناير يوم "جمعة الغضب" و2 فبراير" معركة الجمل" و10 فبراير قبل تنحي الرئيس السابق بيوم، ويوم تنحيه في 11 فبراير. وتعرض يوم الثلاثاء فيلم "برد يناير" من إخراج روماني سعد وهو فيلم روائي قصير مدته 12 دقيقة ويحكي قصة أم فقيرة تعيش هي وأطفالها في حجرة بلا أثاث أو باب بعد أن باع الأب كل شيء، فتضطر أن تعمل كبائعة أعلام أثناء ثورة 25 يناير حتى تستطيع أن تشترى باب يحمى أطفالها من برد يناير. كما يعرض فيلم "أنا والأجندة" من إخراج نيفين شلبي وهو فيلم وثائقي مدته 47 دقيقة ويحكي الفيلم احداث الثورة من بدايتها وحتى نهايتها بشكل متواز مع عرض الاجندات وراء الثورة من فقر وفساد وقهر وسوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للمتظاهرين في الميدان. كما تعرض الهيئة يوم الأربعاء المقبل فيلم "نصف ثورة" من إخراج كريم الحكيم وعمر الشرقاوي وهو فيلم وثائقي مدته 72 دقيقة ويروي تجربة شخصية لمجموعة من الأصدقاء يقطنون وسط مدينة القاهرة ويعمدون إلى البقاء معاً في الأيام الأولى للفوضى العارمة التي حلت في مصر مع بداية الثورة. وسيتم يوم الخميس المقبل عرض فيلم "في الطريق الى وسط البلد" للمخرج شريف البنداري وهو فيلم وثائقي مدته 70 دقيقة. وكل هذه الأعمال تمت بمجهودات ذاتية، وهناك عشرات العمال التى قام بتصويرها طلبة من معهد السينما وهواة وهناك أفلام تحكى حدثا خاصا مثل فيلم "ماسبيرو " عن أحداث ماسبيرو وفيلم آخر عن "شارع محمد محمود " وثالث عن " مجلس الوزراء " وقد حملت الأفلام أسماء تعبر عن رؤى أصحابها فمن هم ضد المجلس العسكرى أنتجوا أفلاما بعناوين مناهضة ومن هم ضد النظام السابق أنتجوا أفلاما برؤاهم الخاصة فقد جاءت بعض الأفلام تحمل أسماء " البلد لسة بلدهم " وفيلم "هواة على الطريق " والفيلمان عرضا فى احتفالية مدرسة السينما العربية بالإسكندرية . اما الأفلام الروائية فقد جاءت فيها مشاهد السينما غير معبرة وغير مكتملة وقد شعر من قدموها بالندم لأنهم لم ينتظروا اكتمال الرؤية، وهو ما أكده المؤلف الكبير وحيد حامد الذى قال إن الثورة تحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن أن نكتب عنها أعمالا قوية ومكتملة ، فالثورة من وجهة نظره لم تكتمل بعد . والأفلام الروائية التى تناولت الثورة منها فيلم "الفاجومى " لخالد الصاوى وجيهان فاضل ، وفيلم "صرخة نملة " الذى كان مكتوبا قبل الثورة، ثم أضيفت إليه مشاهد عن الثورة بطولة عمرو عبد الجليل .