تقوم مجموعة من تلاميذ المفكر الراحل الدكتور فؤاد زكريا في الكويت بالعمل على تأسيس مركز ثقافي يحمل اسمه، ويتيح مؤلفاته للاطلاع والتدوال على نطاق واسع بعد نفاد غالبية طبعاته. وقالت الناشطة الكويتية هدى الدخيل، إن تلاميذ فؤاد زكريا بالكويت لديهم شعور بأنه لم يكرم كما ينبغي، لذلك تبنوا هذه الفكرة لتأسيس مركز ثقافي يحل اسمه مشيرة إلى أن المجموعة تعتمد على تمويل ذاتي بالكامل، وترفض الحصول على أي دعم خارج أفرادها، وكلهم تلقوا تعليمًا مباشرًا على يدى المفكر الراحل خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات التي قضاها أستاذًا بجامعة الكويت. فؤاد زكريا، مفكر مصري درس الفلسفة ودرّسها في عدد من الجامعات المصرية والعربية وتوفي في العام 2010. قدم للمكتبة العربية العديد من الأعمال الفلسفية والفكرية المؤلفة والمترجمة بالإضافة إلي مقالات ودراسات في الصحف والمجلات تتصل بمشاكل فكرية واجتماعية ونقد السائد في الفكر العربي والواقع المصري. ويقدم زكريا في دراساته وكتاباته الفلسفية لغه فلسفية رصينة وقدرة فذة علي التحليل والنقد وفهم دقيق للمصطلح الفلسفي. وهو صاحب مقال (العلمانية هي الحل) رداً على دعوة (الإسلام هو الحل)، وصاحب النظرية القائلة: إن الغزو الثقافي الغربي خرافة لا وجود لها، وأحد أبرز المعادين للمنهج السلفي ومنتقديه، فقد سخر من الاتجاهات الإسلامية المعاصرة الملتزمة بهذا المنهج، وادعى أنها بالتزامها به تُركز على التمسك بشكل الإسلام دون مضمونه. من مؤلفاته " التفكير العلمي، الصحوة الأسلامية في ميدان العقل، آفاق الفلسفة، التعبير الموسيقي، كم عمر الغضب؟. ويحظى المفكر الراحل بتقدير كبير في الكويت، حيث عمل أستاذًا بجامعتها ومستشارًا لتحرير سلسلة عالم المعرفة وهي أشهر السلاسل الفكرية في العالم العربي. وأشارت الدخيل إلى أن أفراد هذه المجموعة قاموا بجمع كل مؤلفات المفكر الراحل، وبدأوا عملية إعداد موقع الكتروني متعدد الوسائط سيضم مستقبلاً إضافة إلى كتبه ومحاضراته، وزاوية خاصة للحوارات التي أجريت معه وأحاديثه الإذاعية والتليفزيونية، كما سيضم الموقع مقالات كتبت عنه، وملفات عن المعارك الفكرية التي خاضها في حياته ضد القوى المحافظة.