اهتم الاعلام الصينى بقيام الرئيس عبدالفتاح السيسي أخيرًا بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة في إطار خطة التنمية الشاملة للبلاد، وتأكيده أهمية أن تمثل العاصمة الجديدة جيلًا جديدًا من المدن المصرية توفر جودة حياة ذات مستوى مرتفع لساكنيها وفقا لأعلى المعايير وأحدث التقنيات. ولفت عدد من الخبراء والمحللين الصينيين ووكالة الانباء الصينية الرسمية شينخوا النظر إلى وجود تشابه بين أهداف مصر لبناء عاصمة إدارية جديدة والتى يتوقعون أن تسهم إسهامًا كبيرًا في حل "مشكلات المدن الكبرى" في القاهرة مثل التكدس السكاني والازدحام المروري ومن ثم تخفيف الضغط عن هذه المدينة الكبيرة، وبين أهداف الصين من المشروع الذي كشفت عنه النقاب في شهر إبريل الماضى لتأسيس منطقة شيونغان الجديدة بجنوب غربي بكين بعض أن أصبحت العاصمة الصينية تعاني أيضا من مشكلات مماثلة لما تعانى منه القاهرة، لكي تعالج من ناحية هذه المشكلات وتحقق من ناحية أخرى أهدافا وطموحات أخرى. وبدوره أشاد تشانغ ون تشي الباحث الصيني في العلاقات الدولية وشئون منطقة الشرق الأوسط بالمشروع المصري، قائلا إن مساحة العاصمة الإدارية الجديدة أكبر من القاهرة حيث تضاهي مساحة سنغافورة ويمكنها استيعاب خمسة ملايين مواطن، لهذا فإنها ستساعد في تصدي القاهرة الكبرى لتحديات قائمة منذ فترة طويلة وناتجة عن "مشكلات المدن الكبرى". وأوضح أن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة يصب أيضا في صالح تنمية الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل للمصريين، لافتا إلى أن القاهرة، وهي مدينة دولية عريقة ارتفع عدد سكانها منذ ستينيات القرن الماضي من 3.5 مليون نسمة إلى أكثر من 22 مليون نسمة، تتعرض للأمراض المنتشرة في مدن كثيرة بالعالم مثل الازدحام والتلوث لذا فهي تعمل الآن على تحسين وتعزيز البنية التحتية لحل هذه المشكلات. ووصفت وكالة الانباء الصينية فى تقرير لها نشر اليوم الاحد هذا المشروع بأنه نقلة حضارية لمصر، نظرا لكون التنمية العمرانية تعد المسار الأساسي للمضى قدماً في تنمية المجتمع. ولفتت إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة يمثل نقطة مضيئة جديدة في التعاون المصري - الصيني، حيث توصلت مصر وشركة هندسة البناء الصينية "سي إس سي إي سي" إلى اتفاق نهائي تبلغ قيمته ثلاثة مليارات دولار بشأن تنفيذ إنشاءات في العاصمة الإدارية الجديدة.