انفصلت كتلة جليدية كبيرة أخرى غرب القارة القطبية الجنوبية، يأتي ذلك بعد نحو شهرين من انفصال جبل جليدي هائل في نفس المنطقة. وأوضح باحثون في ألمانيا، أن صورًا للأقمار الصناعية الخاصة بوكالة "ايسا" الأوروبية لعلوم الفضاء، تبين أن كتلة جليدية مربعة الأضلاع بحجم 265 كيلومترًا مربعًا تحمل رمز B44 انفصلت في منطقة نهر Pine Island الجليدي، في بحر أموندسن في القارة القطبية الجنوبية. وقال توماس رونجه من معهد ألفريد فيجِنر للأبحاث القطبية وأبحاث البحار بمدينة بريمهارهافن شمال ألمانيا، إن انفصال جبلين جليديين كبيرين بهذا الشكل خلال نحو شهرين هو محض صدفة، مضيفًا أنه وزملاءه رصدوا خلال السنوات الماضية، انفصال أعداد متزايدة لهذه الكتل الجليدية وأن مساحة جزيرة بين أيسلندا تقلصت بواقع 31 كيلومترا منذ عام 1991. وأضاف زميله بنفس المعهد، يان اريك أرنت، أن الفترة بين عامي 2013 و2015 شهدت انفصال جبال جليدية كبيرة، وأكد الباحثون أن هذا الانفصال لم يكن مفاجئًا، وأوضح الباحثان أنهما رصدا خلال بعثة استكشافية في الربيع الماضي، الشرخ الذي أدى لهذا الانفصال الآن. وقال الباحثان، إن انفصال الكتلة الجليدية التي تحمل رمز B44 وتبلغ مساحتها مثل مساحة مدينة فرانكفورت تقريبًا ليس له تأثير مباشر على ارتفاع منسوب البحر، ومع ذلك فإن الباحثين يخشيان انهيار الغطاء الجليدي في غرب القارة الجنوبية إذا استمر تراجع الجرف الجليدي والذي من شأنه أن يؤدي لارتفاع منسوب سطح البحر بواقع 5ر3 إلى أربعة أمتار. وأوضح رونجه، أن "الجرف الجليدي بمثابة غطاء موضوع على فوهة زجاجة شمبانيا.. وكلما قلت الجبال الجليدية التي تنفصل عنه كلما قلت الكتل الجليدية التي يتم الإبقاء عليها خلف هذا الغطاء.." وأكدا أن منطقة غرب القارة الجنوبية معرضة لتزايد الكتل الجليدية المهددة بالانفصال عن القارة الجنوبية. وكان الباحثون الألمان قد أوضحوا مطلع يوليو الماضي، أن جبلاً جليديًا تبلغ مساحته سبعة أمثال مساحة العاصمة الألمانية برلين قد انفصل عن الجرف الجليدي غربي القارة القطبية الجنوبية، أنتاراكتيكا. وحسب باحثي معهد ألفريد فيجِنر للأبحاث القطبية وأبحاث البحار بمدينة بريمرهافن فإن هذا الجبل الجليدي الذي يقدر وزنه بأكثر من نحو تريليون طن وتبلغ مساحته نحو 5800 كيلومتر مربع أصبح يهيم باتجاه الشمال وسيحتاج على الأرجح عامين أو ثلاثة أعوام إلى أن يذوب. كما أشار الباحثون إلى أن طول هذه الكتلة الجليدية الهائلة يبلغ 175 كيلومتر وعرضها نحو 50 كيلو متر مما يجعلها إحدى أكبر الكتل الجليدية التي رصدها الباحثون خلال العقود الماضية. وكانت هذه الكتلة الجليدية حتى الآن جزءًا من جرف لارسن سي الجليدي.