تحدث الدكتور فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، عن علاقته الشخصية والمهنية بالأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، وكذلك عن عمله في الجامعة العربية في فترة وصفها بأنها من أخطر المراحل، وقال "ليست هذه المرة الأولى التي أجد فيها نفسي مندفعًا للحديث عن عمرو موسى باعتباره نموذجًا لعمل ثلاثي الأبعاد، فقد كان ولايزال سياسيًا بارزًا ومفكرًا كبيرًا". وتطرق "السنيور" في حديثه إلى مذكرات عمرو موسى الصادرة حديثًا عن دار الشروق، وتقام احتفالية بصدورها اليوم الأربعاء، بأحد فنادق القاهرة وسط حضور سياسي كبير، إذ يقول "مذكرات عمرو موسى تختلف عن سائر السير الذاتية التي نُشرت لساسة عرب من قبل، فتلك المذكرات لا تقصد إلى التبرير أو لذكر الإنجازات أو التأريخ أو ذكر مميزات وعيوب النظام الذي عمل في عهده، ولكن أبرز فيها أنها استعراض لسيرة رجل امتلك وعي قوي لتحديات المسارين الوطني والعربي وسط الإنسداد الوطني التي حدثت بفعل السياسات الخارجية والداخلية". ومصطلح الانسداد الوطني أو الانسداد على مستوى وظائف الدولة الحديثة، مصطلح استدعاه "السنيورة" من كتاب للمفكر نزيه الأيوبي، إذ أنه يرى أن حالة الانسداد التي يمر بها الوطن العربي، سببها البيروقراطية وعدم قدرة الدولة على إدارة المصالح العامة والعمل السياسي والسياسات الخارجية، وبخاصة الوظيفة العامة التي جرى إلحقاها بالبيروقراطية، وقال "للأسف نحن العرب دخلنا في زمن الاضطراب والتشدد، ونحن الآن في حالة الخوف من الدولة وحالة الخوف على الدولة، وتلك الحالتان غير صحيتين". ورأى "السنيورة" أن البارز في مسار عمرو موسى الوظيفي، أنه في العقود الأخيرة صارت الوطيفة العامة سبة ليست في المجال العربي فقط بل أيضًا في المجال العالمي، ولكن من حسن الحظ أن هذه السلبية لم تنطبق على مصر كما تنطبق على الأنظمة الأخرى، فقد ظلت ميزة الإدارة حاضرة وبارزة بمعنى الاحتراف وهي الخصيصية التي يطلعنا عليها عمرو موسى خلال عمله في وزارة الخارجية. فقد احترف عمرو موسى العمل الإداري بل واحترف معرفة العمل العربي في المجال الدولي بالخبرة والتجربة، وهكذا توافرت في شخصيتة وفي عمله؛ الميزات الأربع الرئيسية، والاحتراف والكفاءة والرؤية الواسعة والصحيحة والقدرة على التلاؤم على المتغيرات. وتحدث "السنيورة" عن دور عمرو موسى في كثير من الملفات المهمة العربية، مشيرًا إلى أن سياسته أعادت التوازن للعالم العربي. ووضع "السنيورة" في مهاية حديثة روشتة، للإصلاح العربي، ومنها؛ فصل الدين عن الدولة،و احترام الشرعية الدستورية واحترام دولة القانون والنظام والتركيز على التعاون الدولي، والنهضوض بالتعليم والصحة، ورعاية الشباب والمرأة والحرص على السياسات الاقتصادية. يشارك في الاحتفالية عدد من الشخصيات المصرية والعربية البارزة، أبرزهم؛ السفيرة هيفاء أبو غزالة، الكاتب السياسي مروان كنفاني، وإسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية السابق، والدكتور منير فخري عبدالنور، أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور جابر جاد نصار، والدكتور زاهي حواس، والدكتور نبيل العربي، وعبدالله السناوي وجمال فهمي، وغيرهم. ويكشف الكتاب تفاصيل وأسرار وخلفيات علاقة المؤلف الرسمية والشخصية بالرئيس الأسبق حسنى مبارك وعدد من الزعماء العرب والدوليين، والدور المصري في القضية الفلسطينية، والعلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلاقات مصر بالعالم العربي وبالقارة الإفريقية، والدور المصرى الإقليمى فى الشرق الأوسط، وغيرها من القضايا التى كانت محط اهتمام السياسة الخارجية المصرية خلال عقد التسعينيات، ومطلع الألفية الجديدة.