قال محمد الدايري، وزير الخارجية الليبي في حكومة عبدالله الثني ، إنه كان موجودًا في مصر عام 2011 بالقاهرة، وكان على اتصال مع بعض المسئولين في وزارة الخارجية المصرية، وكانوا يتحدثون حول الأحداث التي مرت بها ليبيا، ومنها الانتفاضة الشعبية والمخاض الذي حدث في ليبيا عام 2011، والسنوات التي تلتها، مشيرًا إلى أن القاسم المشترك بينهم، تمثل في إنعدام الخبرة الكافية في مصر للوضع السياسي في ليبيا. جاء ذلك، خلال مناقشة "يوميات مراسل - 700 يوم في بنغازي"، للكاتب الصحفي أحمد إبراهيم عامر، بقاعة الفنون بالأهرام، بحضور عبدالمحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وناقش الكتاب محمد النقلي، سفير مصر الأسبق لدى ليبيا، والعميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، ورمزي الرميح، مستشار سابق بوزارة الدفاع الليبية، وأدار الندوة محمود البوسيفي. واعتبر "الدايري"، أن المشهد السياسي والاجتماعي الليبي مشهد معقد تمامًا، وكان في عام 2011، يُختزل في نظام واحد وشخصية واحدة، لكن الحقيقة أن هناك مخاضًا سياسيًا واجتماعيًا وإرهاصات كانت تعم ليبيا وقتها، وعندما سنحت الفرصة لوجود مخاض في تونس ومصر، تم ما تم في ليبيا في ذلك الحين. ورأى "الدايري" أن الكاتب الصحفي أحمد إبراهيم عامر، في كتابه "يوميات مراسل - 700 يوم في بنغازي"، يُعد جهدًا قيّمًا في سد الثغرة المعرفية لما يحدث في الوضع الليبي، موضحًا، أن المشهد السياسي الليبي معقد، ويحتاج إلى متابعة من الجارة مصر، داعيًا إلى ضرورة وجود مراكز دراسات بحثية للشأن الليبي. وأشار وزير الخارجية الليبي، إلى العلامات المضيئة في الكتاب، معتبرًا أن المؤلف نجح في توصيل بعض ملامح هذه العلاقات المصرية الليبية خلال 700 يوم، إذ أنه تحدث عن بعض المواطنين المصريين، الذين انغمسوا في منظمات داعش في بنغازي وسرت، وهناك صفحات أخرى حقق من خلالها انفرادات، بإجراء مقابلات مع الدواعش من المصريين والعرب والتوانسة، الذين استطاعوا أن يقابلهم في ليبيا. علامة مضيئة أخرى، وهي أن المؤلف أفسح المجال لأطراف مختلفة، فلم يحصر اهتمامه على صف سياسي معين، مؤكدًا على مهنيته، كونه استطاع أن يعطينا صورة أوضح للمواقف السياسية التي تبناها المسئولون، والنشطاء والصف السياسي، والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، فساق للقارئ العربي والمصري صورة مكثفة عما يفكر ويدور في الداخل.