على الرغم من مشاعر البهجة التي تعم معظم الولاياتالأمريكية التي سوف تشهد كسوفا جزئيا للشمس نهار يوم الاثنين المقبل الموافق 21 أغسطس ، فإن 14 ولاية أمريكية تستعد بقدر كبير من التوتر والقلق لهذا الكسوف الذي سيكون كاملا في بعض مناطق هذه الولايات مما سيسبب ظلاما وتعتيما كاملا للشمس يستمر نحو دقيقتين. ويحذر خبراء من أن هاتين الدقيقتين تكفيان لوقوع مئات الحوادث المميتة بخاصة على 29 من الطرق السريعة التي تربط الولايات الأميركية المتضررة بالكسوف الكلي بعضها البعض. وأعلن مسئولون محليون وفيدراليون عن نشر فرق طوارئ وقوات اضافية للشرطة واغلاق عدد من الطرق فضلا عن بدء حملات اعلامية واسعة لتوعية السائقين وإرشادهم بمخاطر القيادة خلال فترة الكسوف وتوجيه النصح بالتوقف الكامل لمدة ساعة كاملة على الأقل خلال وقت الكسوف حتى يمر بسلام. ويحذر خبراء المرور سائقي السيارات والحافلات من الاعتماد على كشافات الاضاءة الأمامية في سياراتهم باعتبار أنها لن تعوض ضوء الشمس الذي سيختفي وقتيا ويختلف من ولاية لأخرى ومن منطقة إلى منطقة. ويعد كسوف الشمس المرتقب يوم الاثنين هو الأول من نوعه منذ 99 عاما الذي يمر من الساحل الغربي للولايات المتحدة على المحيط الهادي إلى الساحل الشرقي على المحيط الأطلسي قاطعا العديد من الولايات 14 منها تشهد كسوفا كاملا وهي ولايات أوريغون ، وإيداهو ، ومونتانا ، و وايومينغ ، و نبراسكا وكانساس ، وآيوا ، وميزوري ، وألينوي ، وكينتاكي ، وتينيسي ، وجورجيا، ونورث كارولينا ، و ساوث كارولينا. ويخشى كثيرون من أن الكسوف القادم يشكل خطورة حقيقية على الطرق حيث يصل عدد السيارات في الولاياتالمتحدة الآن الى 263 مليون سيارة مقارنة بنحو 6 ملايين سيارة عام 1918 عندما وقع الكسوف المماثل للشمس الممتد لعشرات الولايات. وكان آخر كسوف للشمس تشهده الولاياتالمتحدة ولكن على نطاق أصغر بكثير قد وقع عام 1979 أي قبل 38 عاما. في المقابل، تستعد وكالة ناسا الأميركية وغيرها من المراكز البحثية لدراسة الظاهرة، كما استعدت بعض المدن التي يمر بها الكسوف الكامل إلى تنظيم رحلات سياحية خاصة وتخصيص أماكن محددة للنظر إلى الشمس عبر نظارات متخصصة.