قالت محكمة جنايات القاهرة، فى حيثيات حكمها بقضية اغتيال النائب العام هشام بركات، إن الجماعة الإرهابية "الإخوان المسلمين" كشفت عن وجهها القبيح على مدي ما يزيد علي خمس وثمانين عاما تقريبا ببث سمومهم بالعمل السري والتحريض العام ضد الدولة، وعن تاريخها الأسود من العنف والتحايل واستغلال الفرص والاغتيالات ونشر الفوضى وإشاعة الخوف بين صفوف الشعب المصري. وذكرت المحكمة، فى حيثيات الحكم: "أن الإخوان بذلوا محاولات عدة للإيقاع بين الشرطة والجيش والشعب، لمرور الدولة بتاريخ حافل في القرن الماضي، وقتلوا الكثير من رموز مصر، واستباح الإخوان قتل المصريين، فقاموا باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، والقاضي أحمد الخازندار فى عام 1948، وبعده بشهور قاموا باغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، ونسفوا السينمات وفجروا المنشآت العامة التى مات فيها الكثير من المصريين الأبرياء من المسلمين والمسيحيين، وحاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي نهاية الثمانينيات والتسعينيات كان سلاح الإرهاب الأسود الاغتيالات والتفجيرات، فتم اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، واغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق، والكثيرين، منهم الوزراء والقضاة ورجال الدين ثم أبطال الشرطة والقوات المسلحة ممن يخالفهم في أفكارهم". وأشارت المحكمة إلى "أن التطرف الديني حتما سيولد بلا ريب إرهاب وإسالة الدماء، ويسقط كل أقنعة السياسة القبيحة عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس خوارج هذا العصر خفافيش الظلام الذين يقومون بحملات ممنهجة دون إدراك بالتلاعب بأمن هذا الوطن باستهدافهم اغتيال رموز الدولة المصرية وتفجيرهم المنشآت العامة بهدف إسقاط الدولة وهدم الحضارة الإنسانية من قبل التنظيمات الإرهابية والفكر المتشدد". وشددت المحكمة على "أن العمليات الخسيسة تزيد الشعب تماسكا وإصرارا بعزيمة قيادته السياسية وولائه ودعمه جيشه وشرطته وقضائه، والتمسك بدولته. نحن في حرب فكرية ضد المتطرفين سفاكى الدماء البريئة التي تراق والأرواح المظلومة التي تزهق من قبل هؤلاء المنافقين المتطرفين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، ظنا منهم النيل من الدولة المصرية وينبئ الكثير عن غايتهم الحقيقية. أن الجماعات المتطرفة والقوة الرجعية تستغل حماس الشباب وفقرهم وجهلهم بدينهم، فكان الأحرى بهم أن يتوقفوا بالبكاء علي الأطلال، فكان الظن منهم العجز والتخلف والتبعية والهوان بعد ما أصابهم الوهن والمرض". وتابعت: "أن تاريخ الجماعة ينهار وأنهم في حالة الاحتضار وليس لديهم سوي هذا الخيار إلا أنهم أبوا فقاموا باستقطاب الشباب وزعزعوا عقيدتهم وتضليلهم وزعزعت نفوسهم ودسوا عليهم حلاوة القول المغلوط وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف، مستغلين ما لمسوه فيهم بالتسليم بما يقولون والثقة فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون فراحوا يدسون عليهم القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وبين كل من طالب بإقصاء رئيسهم، فنزعوا عنهم لباس التقوي ووصفهم بالخونة والكافرين، وصوروا لهم لقاءهم بهم كلقاء الأعداء في المعركة انه ضلال مبين وكذب علي الدين من أثم وبغي وعدوان مبين هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد، فما منهم أحد عالم بالدين أولئك كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ضلاله، باتباعهم أفكار سيدهم "سيد قطب" الذي يجهل الدين ويكفر المجتمع واستباح قتال المسلمين بدعوة عدم تطبيق الدين وخالف إجماع الأئمة وأهل العلم، تلك هي عقيدتهم هم بها مقتنعون ولكن ما نجحوا، فأرض الكنانة قوية آمنة من عند الله". ولفتت إلى "أن الثمرة العطنة يجب اقتلاعها من جذورها لا مفر من هذه الأفة ونهبط بها من قيمة الضمير الإنساني. أن الأمل معقود علي الشباب باعتبارهم مستقبلها وعماد نهضتها وتقدمها، داعين إياهم إلي أن يكونوا علي قدر المسئولية تجاه الوطن والولاء له للخروج بهذه الأمة من السكون إلي الانطلاق والتقدم، فهم ثروة مصر وكنوزها وباعث نهضتها في هذا الوطن، فهذه الأمة الكريمة هي أصل الفضائل والدعوة إلي الخير والحق ومقاومة الشر والباطل بفهم تعاليم الشرائع السماوية السمحاء والأخلاق الحميدة، فهم سواعد مصر للانطلاق إلي المستقبل، حيث قال الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، بنشر ثقافة التسامح والعفو عمن ظلمني ووصل من قطعني وإعطاء من حرمني والإحسان إلي من أساء إليّ وعدم الانصياع للدعوات الهادفة للصراعات والعنف والكراهية، وأن يكونوا سفراء سلام ورحمه بألا يسلموا عقولهم وتفكيرهم للدعوات التي تربط ربطا خاطئا بين الإرهاب بالإسلام، فإن أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله". ووضحت المحكمة "أن الثرثرة والتحريض علي قتل رمز من رموز هذه الدولة ظنا منهم بأن هذا الفعل الجبان سيؤثر علي ثوابت هذه الدولة بأن دعموهم وأمدوهم بالمال والسلاح وسهلوا لهم فعلتهم الإجرامية وغيروا معتقداتهم ومفاهيمهم بالانحراف عن تعاليم الدين الإسلامي السمح ظنا منهم بسقوط الدولة المصرية فهم كائنات استعمارية بأن زين لهم الشيطان الحادث الإرهابي الأليم الغاشم الذي طال أحد أكبر الشخصيات في القضاء المصري سيؤثر علي الدولة. ستبقي الدولة المصرية خالدة رغم هذه المؤامرات وسيواصل شعبها التحدي والصمود والصبرعلى الابتلاء وتحمل الأزمات حائط صد لكل فكر إرهابي مدمر قصد من ذلك زعزعة أمن واستقرار البلاد وإذلال العباد وتوجيه رسالة للخارج بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة".