اعتبرت وزارة الدفاع الصينية أن دأب الولاياتالمتحدة على إرسال سفن حربية، للقيام بدوريات فى بحر الصين الجنوبى، أعمال استفزازية تضر بشكل خطير بالثقة الإستراتيجية المتبادلة. وقال المتحدث باسم الوزارة، وو تشيان، فى تصريح اليوم ردًا علي إبحار المدمرة الأمريكية "جون إس. ماكين" فى المياه، بالقرب من جزر "نانشا" الصينية، دون تصريح أمس: "إن العلاقات بين الجيشين الصينى والأمريكى مستقرة عمومًا، ولكن مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة تضر بشكل خطير بالثقة الإستراتيجية المتبادلة، وتجعل من الصعب تطوير العلاقات العسكرية". وقد حث الولاياتالمتحدة على تصحيح أخطائها فورا، ووقف أعمالها الاستفزازية التى تقوم بها باسم "حرية الملاحة"، محذرًا من أن مثل هذه الاستفزازات ستدفع الجيش الصيني لاتخاذ المزيد من التدابير، لتعزيز قدراته الدفاعية، لحماية السيادة والأمن الوطني. وقال المتحدث إن الفرقاطتين "هوايبى" و"فوشون" التابعتين للبحرية الصينية اتخذتا إجراءات التعرف على هوية السفينة والتحقق منها، وطلبتا منها مغادرة المكان والإبحار بعيدًا، فور إبلاغهما بوجود سفينة حربية تبحر بالقرب من الجزر. وأكد أن الصين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على جزر "نانشا" والمياه المتاخمة لها، مضيفا أن نيات الولاياتالمتحدة السيئة من إرسال سفن حربية إلى بحر الصين الجنوبى أصبحت واضحة وجلية للجميع منذ فترة طويلة، وموضحا أن الجيش الصينى يعارض مثل هذه الاستعراضات الأمريكية للقوة، ويرفض محاولات واشنطن ل"عسكرة المنطقة"، لأن هذا يمكن أن يؤدي بسهولة إلى وقوع حوادث فى البحر أو الجو. وأشار إلى أن الصين وجيرانها قد أحرزوا تقدمًا فى معالجة التوترات فى بحر الصين الجنوبى، بيد أن إرسال الولاياتالمتحدة سفنًا عسكرية لدخول المياه بشكل غير قانونى بالقرب من جزر "نانشا" الصينية، بذريعة القيام بعمليات لضمان "حرية الملاحة"، يضر بشكل بالغ بالسلام والاستقرار الإقليميين. كما يهدد بشكل خطير سيادة الصين ومصالحها الأمنية وحياة وسلامة العاملين فى الخطوط الأمامية للجانبين. وأشار المتحدث الصيني إلى أن الدورية التى قامت بها المدمرة الأمريكية أمس هى ثالث "عملية لضمان حرية الملاحة" يقوم بها الجيش الأمريكي منذ تولى الرئيس دونالد ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض. جدير بالذكر أن الصين تعتبر جزر "نانشا"، التى يطلق عليها أيضًا جزر "سبراتلي"، منطقة تقع تحت سيادتها، وتضم تلك الجزر مصايد أسماك غنية. كما أنها تحتوي على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي جعل العديد من الدول تنازع الصين على ملكيتها، من بينها فيتنام وماليزيا والفلبين.