حينما يكون اللقب عنوانًا مفسرًا لتاريخ حافل لصاحبه يبقى هو الصديق الدائم مع الجمهور الذي بات معبرًا عن رحلة حافلة مليئة بالنجاحات الفنية التي تمثل خلاصة تجربة حياتية تمتد لأجيال صاعدة، وقلما ما تنادى الجمهور باسم نجم كبير يحمل لقب عظيم، فأم كلثوم هي لدى الجميع هي "الست"، وشادية هي صوت مصر، وسيد درويش هو فنان الشعب، ومحمد عبد الوهاب هو موسيقار الأجيال بحق، كل هذه الألقاب وآخرى ظلت وبقيت محفورة في وجدان جماهيرها من الوطن العربي. لقب الفنان لعلها باتت أزمة اثارتها أزمة الخلافات بين النجم الكبير عمرو دياب والفنانة شيرين عبد الوهاب في تصريحاتها الأخيرة والتي أكدت فيها أنها "هرم" أمام قمة "الهضبة" التي وصفتها بالشيء الصغير في طوله، وهو اللقب الذي لازم عمرو دياب ومنحه الجمهور إياه تقديرًا لتاريخه الطويل المزدهر بالنجاحات العالمية والمحلية، ولكن بعيدًا عن الدخول في خلافات الأزمة فأنه على الجانب الآخر تبقى مسألة اللقب أزمة كبيرة أثارتها المطربة التي لا يختلف أحد على موهبتها حينما وصفت ذاتها بالهرم، ورغم خطأها في وصف "الهضبة" بالشيء الصغير في الطول بعيدًا عن كونه لقب للنجم الكبير إلا أنها اعترفت بهذا الخطأ بشكل غير مباشر الذي ذكرته بعدم وعي بإطلاق هذه العبارة على عمرو دياب حيث أردفت عبارة آخرى قالت فيها "الهضبة صغيرة وطبعًا هو تاريخه كبير لا تليق به". الدخول في حرب الألقاب لم تكن الواقعة الأولى التي تثار نحو النجم عمرو دياب فسبق منذ سنوات مضت وباتت أزمة كبيرة في هذا الصدد بينه وبين الفنان تامر حسني الملقب ب "نجم الجيل"، هذه الأزمة التي اختلقتها جماهير النجمان من أجل الدفاع عن نجمهم المفضل، وبعيدًا عن هذه الألقاب وذاك فأن مسألة اللقب المصاحب للفنان مسألة تثير تساؤلات عدة أهمها مدى دعم اللقب لصاحبه أو انقلابه عليه. الناقد طارق الشناوي أكد ل "بوابة الأهرام" أن الألقاب نوعان أحداهما يطلقه الجمهور مثل ملك الترسو عن الراحل فريد شوقي، والست ل أم كلثوم، وآخرى يطلقها الفنانين على ذاتهم مثل نادية الجندي والتي منحت ذاتها لقب "نجمة الجماهير" ليصبح اللقب فيما بعد قيد سلبي عليها بحسب وصفه، حيث أنها ظلت تطلق على نفسها ذلك فالوقت الذي تخطاها فيه الكثيرين من ابناء الجيل الجديد. ويرى الشناوي أن هناك ألقاب منحت سابقًا لم تمنح التميز الكبير والمستحق لأصحابها مثل "العندليب" الذي كان يطلق على الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وكذلك فايزة أحمد ب "كروان الشرق"، ونجاة "صوت الحب" في حين أن هناك ألقاب منحت لأصحابها النجاح والخلود مثل "الست" ل أم كلثوم الذي يشمل خلاصة كل شىء عن هذه السيدة بموهوبتها المتفردة، وكذلك سيد درويش ب "فنان الشعب"، وفريد شوقي ب"الملك" هذا بالإضافة لوجود نوعية آخرى من النجوم يطلقون العديد من الألقاب على ذاتهم وأشهرهم في الفترة الأخيرة تامر حسني. ومن جانبها رأت الناقدة ماجدة خير الله أن اللقب قد يمنحه جهات إنتاجية وتوزيع مسئولة عن الفنان في الأغلب خصوصًا في الماضي عندما كان الجمهور ليس له الصوت العظيم ليطلق هذه الألقاب، فاختيار لقب مثل "كوكب الشرق" حيث أن العالم بأكمله كان يستمع إليها. وتشير خير الله أن اللقب هو أمر يرتاح له الجمهور بشكل أكبر منوهة أن هناك بعض الألقاب في بعض الدول مثل بريطانيا تمنح لقب "سير" للممثل المخضرم بشرط أن يكون إنجليزيًا، كما أكدت أن هناك ألقاب لا تشير إلى تواضع الفنان رغم أن الأمر في النهاية هو شىء معنوي متذكرة موقف أن الفنانة فيفي عبده حينما أطلقت على ذاتها يومًا ما "الهرم الرابع". وبسؤال خير الله نحو الألقاب التي تصاحب الفنان عقب قيامه بتقديم دور معين مثل محمد رمضان ولقب "الآسطورة" الذي لازمه بعد تقديمه المسلسل قالت: مثل هذه الألقاب سريعة الذوبان كالسكر في معلقة الشاي، فالألقاب تقاس بمدى الإنجازات التي قدمها الفنان على مدار رحلته الفنية مثل عمرو دياب على سبيل المثال صاحب مشوار ال 30 عامًا والذي لا يزال يتصدر المشهد بمجرد السماع عن ألبومه.