في الوقت الذي تحتفل فيه، منظمة الصحة العالمية، باليوم العالمي للكبد، وتسعى لتنفيذ خطتها للقضاء على الفيروس بحلول 2030، ترفع مصر رأسها لهزيمة الفيروس وعلاج جميع المصابين منه، بأقل أسعار للعلاج، خاصة بعد تصنيع جميع أدويته الجديدة في مصر بهامش ربح قد يصل ل "الصفر". مخاوف عالمية كبيرة، بسبب قتل المرض ل 700 ألف سنويا بالعالم، فضلًا عن وجود أكثر من 80 مليون شخص يعانون من التهاب الكبد المزمن، ويعانون من صعوبة الحصول علي الأدوية بسبب ارتفاع أسعارها، حيث يحتاج المريض الواحد قرابة 85 ألف دولار، وهى تكاليف باهظة حتى فى الدول ذات الدخل المرتفع. الأمر الذي دفع مدير مكتب منظمة الصحة العالمية الدكتور جان جبور، ببعث خطاب رسمي لوزارة الصحة والسكان في أكتوبر 2010، يتضمن ثناء وشكرا للدولة المصرية لنجاحها في علاج مرضى فيروس سي وهزيمة المرض. وجاء في نص الخطاب، أن:"مصر أصبحت نموذجًا يحتذى به فى سائر العالم ليس فقط لإعطائها الأمل فى القضاء على المرض وإنما لتكاتف جميع الجهود في خطة عمل قومية تشمل الوقاية بزيادة الوعي المجتمعي تجاه طرق الإصابة بالفيروس وكيفية العلاج منه توفير العلاج للمرضى المصابين والمتابعة والتقييم المستمر لخطة العمل.. ومصر كانت من أوائل الدول التى اتبعت النهج الذكي في دعم تكلفة العلاج، ليس هذا فحسب, فهي أيضا من أوائل الدول التى اعتمدت توصيات منظمة الصحة العالمية فى تطبيق مشروع الحقن الآمن". و بدأت مصر في علاج مرضي فيروس سي بالسوفالدي الأجنبي في أكتوبر 2014، والمحلي في يناير 2016، وثم ظهر بعد ذلك الجيل الثاني من أدوية الكبد الجديدة مثل الهارفوني، وتراوحت نسبة الشفاء ما بين 95 إليه 100%. وقد أعدت وزارة الصحة والسكان 26 مركزا في عدة محافظات لتقديم أدوية الكبد الجديدة في سبتمبر 2014، ثم وضع خطة في ذلك الوقت لزيادة عدد هذه المراكز في جميع المحافظات بحيث تغطي عدد المرضي الذين سجلوا عبر الموقع الالكتروني للجنة لتلقي العلاج، أي حوالي 100 مركز. وفي شهر مايو من العام نفسه، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، بضرورة الانتهاء من علاج جميع مرضى "فيروس سى" فى مصر خلال عام واحد، بدلا من عامين، قائلا: "بدل سنتين خليهم سنة والجيش معاك"، ووعد "عماد" بذلك. في غضون ذلك أعدت وزارة الصحة والسكان متمثلة في اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، خطة للقضاء على فيروس سي من 5 أهداف، جاء علي رأسها خلال المرحلة الأولى إجراء مسح طبي للمرضي بالمستشفيات والوحدات والمراكز التابعة لوزارة الصحة، وذلك عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة للمواطنين الذين يزيد أعمارهم عن 18 سنة، حوالي 30 مليون مواطن من جميع المحافظات، وذلك من خلال طريقتين الكشف فى الأقسام الداخلية بالمستشفيات بجهاز "الاليزا elisa "، أو " Rapid test " الاختبار السريع عن طريق لعاب الفم، ستكون جميع النتائج مسجلة بالمركز القومي لمعلومات الصحة. بينما تتمثل المرحلة الثانية، التأكد من العينات التي نتجت عن المسح وجاءت ايجابية، وعمل تحليل "Bcr"، وفي حالة تأكد الإصابة، ليأتي دور المرحلة الثالثة ببدء العلاج. وتوقعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن عدد المصابين 10c/o من إجمالي الفحص الشامل في المرحلة الأولي ال 3 مليون مواطن، موضحا أن تكلفة علاج المريض الواحد 84 دولارا، أي يتوقع يكون إجمالي فاتورة العلاج لهذه النسبة المصابة 176.4 مليون دولار. وتأني المرحلة الرابعة، لفحص ما بعد العلاج ب " BCR "، وذلك بعد الانتهاء من العلاج ب3 أشهر، من انتهاء، وأن أجمالي التكلفة أثناء العلاج وما بعد العلاج والتأكد من الشفاء تصل ل 25.2 مليون دولار. بينما المرحلة الخامسة والأخيرة تتمثل في تنظيم حملة إعلامية للمسح الشامل عن فيروس سي تتبنها الشئون المعنوية للقوات المسلحة، فضلا لتوفر خط ساخن خاص بالمسح الشامل بالتعاون مع وزارة الاتصالات. وقد أعلنت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية منذ أقل من شهرين، أنه تم علاج أكثر من مليون حالة خلال الفترة الماضية بأدوية الكبد الجديدة التي تتراوح نسبة الشفاء بها ما بين 95 إلي 100c/o، وذلك من بين مليون و600 ألف مواطن سجلوا عبر الموقع الالكتروني الخاص باللجنة لطلب العلاج. وساعد ذلك في القضاء علي قوائم الانتظار للعلاج بفيروس سي، وأن شركات الأدوية المنتجة لأدوية الكبد الجديدة ساهمت بدور وطني كبير، بعد أن خفضت الأدوية التي اشترتها وزارة الصحة لأكثر من النصف ليكون هامش الربح "صفر". وكانت عدد الشركات التي تنتج أدوية الكبد الجديدة بمصر عددهم 6 شركات في البداية، بسعر 900 جنيه للمريض، وبينما تم زيادة عدد هذه الشركات ل 18 مؤخرا ساعد في انخفاض تكلفة الدواء للمريض ل435 جنيها. وفيما يخص علاج مرضي فيروس سي من الأطفال بالأدوية المحلية، تأخر تطبيق بروتوكول علاج الأطفال بفيروس سى، بسبب تأخر الدراسات على المثائل المصرية و لم يتم الانتهاء من دراستها حتى الأن. وبينما يتم علاج الأطفال بروتوكول علاجي يعتمد علي الأدوية المستوردة، عبارة عن عقار "الهارفونى" وهو عبارة عن دوائين مدمجين فى قرص واحد "السوفوسبوفير والليديسبفير"، ويصلح لعلاج الأطفال من سن 12 إلى 18 عام، ممن يزيد وزنهم عن 35 كيلو، وأنه تم اقراره من منظمة الدواء والغذاء الأمريكية فى 7 إبريل الماضى، يغطى النوع الجينى الأول والرابع والخامس والسادس ولا يغطى الثانى والثالث ولا يوجد إصابات بهم فى مصر. ووصلت نسبة إصابة الأطفال بفيروس سى فى مصر 05%، وتصل إلى 1% فى سن المراهقة ممن هم أكبر من 15 عاما، كما أن نسب الإصابة تزيد فى الحالات التى تحتاج لنقل دم متكرر والعلاج الكيميائى والغسيل الكلوى. وبروتوكول علاج الأطفال لا يصلح للمصابين بالفشل الكلوى، وإنما أثبتت الدراسات الدولية إنه يمكن علاجهم بعد إجراء عمليات زراعة الكلى، هناك دراسة تم إجرائها على عقار الكيوريفو ولكن ليس على الأطفال المصابين بالكلى وفي انتظار نتائجها. و هناك دراسة أخرى بدأت في مصر منذ 6 أشهر فى معهد الأورام القومى على 40 طفلا خلال فترة العلاج الكيماوى وتم الانتهاء من أول 10 مرضى وهناك نتائج مبشرة لبروتوكول العلاج، و أن الأطفال كانت تتوقف على العلاج الكيماوى لفترات طويلة بسبب ارتفاع إنزيمات الكبد وبعض الحالات كانت تصاب بفشل كبدى ينتهوا بعد العلاج الكيماوى بتليف كامل للكبد، الهدف منها استمرار الأطفال فى العلاج بالكيماوى دون توقف لأنه كان يسبب انتكاسة لمرضى السرطان لعد انتظامهم فى العلاج.