"أنا عيني علي موضوع إسقاط الدولة دا من 2011"، جملة مقتضبة من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام المؤتمر الوطني للشباب بالإسكندرية، الذي اختتم أعماله أول من أمس الثلاثاء، لكنها رغم قلة عدد كلماتها إلا أنها تحمل رؤية أوسع لواقع الحال الذي تعيشه الدولة منذ 6 أعوام. بعد قيام ثورة يناير، والمخاوف التي يحملها الرئيس في قرارة نفسه تجاه ما يحاك بها ومحاولات البعض الإيقاع بالدولة ودخولها في براثن الفشل والسقوط، تريد أن تضع مصر في مصيدة العوز، ومن منطلق الشفافية، أراد الرئيس أن يضع الجميع موضع المبصر بحقيقة تلك المخططات، وعلي إثره طالب المثقفين والإعلاميين بضرورة توعية المصريين وتسليط الضوء علي موضوعي الإصلاح الاقتصادي، ومخطط الدولة الفاشلة، وتخصيص أسبوعين للحديث عنهما، وأن يكونوا مصابين بفوبيا إسقاط الدولة. في ضوء هذا، أكد خبراء الإعلام، أن وسائل الإعلام المختلفة، يقع علي عاتقها دور فاعل ومهم في التصدي لكل محاولات إسقاط الدولة المصرية، وفي تنفيذ رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الإطار، وضرورة التصدي لتلك المحاولات عبر إبرازها بصورة دائمة لتعريف المواطنين بتلك المخططات التي تستهدف الدولة. من جانبه، قال كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت تحمل رسالة في شدة الوضوح بأن الدولة المصرية تتعرض لمؤامرة كبيرة بغرض إفشالها منذ بداي 2011، ولكن بعد توليه مقاليد الحكم بدأت الدولة في إفشال تلك المؤامرات التي تسعي لهدمها، كما استطاع الجيش في الحفاظ علي مؤسسات الدولة ودعمها. وأشار "جبر" إلي أن الفيديو الذي أعده عدد من الشباب وتم عرضه خلال المؤتمر، كشف أن مصر تتعرض لمؤامرة كبيرة، وكان أحد جوانبها تحويل نصف المساعدات التي تحصل عليها مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي جمعيات ونشطاء حقوقيين لا تعلم الحكومة المصرية عنهم شئ، مضيفا أن ذلك يعتبر نوعَا من الاختراق والتجسس الذي يجب علي وسائل الإعلام المختلفة فضحه والتصدي له. وشدد علي دور الإعلام في توعية الشعب ومساعدة الحكومة في كشف محاولات الاختراق والتجسس علي مؤسسات الدولة المصرية، مشيرًا إلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب الإعلام بخلق فوبيا من خطر إسقاط الدولة المصرية، حتى يكون لدي الجميع إحساس بضرورة التصدي لتلك المؤامرات التي تتعرض لها مصر. وبحسب "جبر" فإن وسائل الإعلام عليها كشف محاور مخططات استهداف الدولة المصرية التي تتضمن ضرب قوتها الاقتصادية وضرب قوتها الناعمة وكذلك قوتها الصلبة وأضعاف الروح المعنوية للمواطنين وخلق فتن وجبهات متصارعة في مختلف أرجاء الدولة المصرية، مشيرًا إلي أنه في الربيع العربي تم تطبيق تجربتين للإسقاط بعض الدول في المنطقة، الأولي تجربة الحروب الدينية والتي عانت منها أوروبا كثيرا وتجربة الثورة البرتقالية التي أدت لإسقاط بعض الدول في أوروبا الشرقية، وكان الهدف من مزج التجربتين هو إسقاط دول المنطقة لصالح العدو الأول وهو إسرائيل. وأكد رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن دور الإعلام خلال الفترة المقبلة عليها أن يرتكز علي أيقاظ الناس وتنمية الإحساس بالخطر المحيط بهم، مضيفا أن المصريين عندما شعروا بالخطر الذي تتعرض لها الدولة في 2013 خرجوا كوحوش كاسرة لاسترداد الدولة، ولكن الآن هناك حالة من الهدوء واللامبالاة التي يمكن أن تنتهزها قوي الشر التي تحاول الحصول علي أي فرصة لضرب مصر حتى لو كان من خرم بره، ولنا في حادث الغردقة الأخير العبرة حيث تم استغلال هذا الحادث لضرب السياحة المصرية والتهويل منه. وأشار"جبر" إلي أن الهيئة الوطنية للصحافة سوف تقوم بعمل ندوات ومؤتمرات كما ستقوم بمخاطبة الصحف لخلق حالة من اليقظة وحتى تكون مخططات إسقاط الدولة المصرية حضارة في الأذهان حتى يمكن التصدي لها، مؤكدًا أن الحرب طويلة وهي معكرة النفس الطويل. وشدد كرم جبر علي أهمية قيام الإعلام بتقليل نظرته التشاؤمية وتعظيم النظرة التفاؤلية، وأن ينقل الحقيقة بكل مصداقية ومهنية، مؤكدًا أن من أخطر القضايا التي تمت مناقشتها في مؤتمر الشباب بالإسكندرية هي مقارنة الدولة المصرية القوية بالدولة الفاشلة، موضحًا أن عودة الدولة المصرية تساوي عودة الحياة للشعب المصري. من ناحيته أكد الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا، ووكيل المجلس الأعلى للصحافة السابق، أن الإعلام عليه دور مهم وفعال في جانب توعية المواطنين بما يحدث وما يدور حوله من مخاطر وإرهاب داخلي وخارجي وتمويل العناصر الإرهابية ومخططات هدم الدولة، مشددًا علي أن الخطورة الحقيقة هي أن ما ينقله الإعلام حاليًا لا يتناسب مع ما يحدث علي أرض الواقع من مخططات ومحاولات، مطالبًا بضرورة التوسع في عمل تقارير وتحقيقات صحفية وبرامج تجعل المواطن يستشعر الخطورة. وقال العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إنه لا يتفق مع مقولة إسقاط الدولة المصرية، لان عمرها 7 ألف عام ومرت بالكثير من المخاطر والمواقف شديدة الصعوبة واستطاعت تجاوزها ولم تسقط ولن تسقط، كما أن الفترة الأخيرة استطاعت الدولة المصرية تجاوز الكثير من الصعاب ولذلك فهي عصية علي السقوط والانهيار، كما أنها حاليا ليست في وضع يعرضها للسقوط لأنها بدأت تتعافي ، كما أنها في وضع أفضل كثير من السنوات السابقة وبدأت تنهض وتقوي، وخير دليل افتتاح اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة كما أن تصنيف الجيش المصري كأحد أقوي 10 جيوش في العالم يؤكد أن مصر لن تسقط، لأنها لا يمكن أن يكون هذا الجيش بهذه القوي في دولة معرضة للسقوط. وشدد علي أن الإعلام عليها التركيز علي جعل المواطن أكثر واعيا بتلك المخاطر لتجاوز المرحلة الراهنة في أسرع وقت، وتنمية أحساس الولاء والوطنية لدي الجميع وضرورة العمل والاجتهاد من اجل رفعة البلاد ونهضتها. في سياق متصل كان حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، قد كلف القطاعات البرامجية بالهيئة بإعداد خريطة برامجية متميزة تهدف إلى توعية المواطن بالتحديات والمخاطر التي تواجهها الدولة وبما يحاك لها من مؤامرات تهدف لإسقاطها، وقال زين في تصريح صحفي سابق " إن الإعلام الوطني لابد أن يضطلع بدوره في تعزيز وحدة الصف المصري لمواجهة المخاطر والتغلب عليها".