أطلقت دار الإفتاء أمس الإثنين، بعيدا عن وسائل الإعلام، أولي جلسات الحوار لإطلاق دليل لتشريح وفهم العقل الإرهابي المتطرف ورصد العوامل التي تشكله تمهيدا لعرضه علي صناع القرار ووسائل الإعلام كنوع من الاجتهاد في مواجهة التطرف علي أساس علمي. وتكشف "بوابة الأهرام" ما دار باللقاء، الذي حضره الدكتور عمرو الوراداني ممثلا عن دار الإفتاء، والدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والدكتور محمد المهدي أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر وإيمان رجب الباحثة في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، والدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، والدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، وعدد من الباحثين في العلوم السياسية. يقول الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي السابق بالجماعات الإسلامية والذي شارك في مراجعاتها، أن الحوار كان عبارة عن مشروع تشريح العقل المتطرف، لافتا إلي أن دار الإفتاء متطورة تأخذ بالأساليب الحديثة، وحضر الندوة باحثون سياسيون مثل محمد كمال وحسن محمد وبسام عبد الفتاح وهم باحثون في العلوم السياسية ويعملون علي الاستفادة من العمل السياسي في الدين. وأوضح إبراهيم ل"بوابة الأهرام" أن الجلسة كانت بمثابة عصف ذهني ينتج عنه ورقة عمل، ودارت محاوره الأساسية حول كيف يتكون العقل المتطرف؟، والمراحل التي يمر بها التطرف ومتي يتحول إلي عنف منفرد أو عنف تنظيمي والتفريق بين المتطرف في داخله والمتطرف الذي يقوم بعمل خارجي، وكيف يتحول المتطرف إلي إرهابي . وتابع، من ضمن ما قلته إن من أهم أسباب العنف هو خطاب الردع فكان تكفيرا وغير عقلاني يخلط بين البشري والمقدس ويدعو للحرب لا السلام وينفر لا يبشر، وإن فض اعتصام رابعة كان مؤثرا لأنه كان غير متدرج باستخدام القوة المفرضة، وكل من شاهد الفض وكان له أحد من أهله أو أصدقائه أصبح مشروع إرهابي. ولفت إلي أن الجميع عرض الأسباب السياسية والاقتصادية وكيف تساهم في التطرف، فيما عرض هو علي المفتي فكرة إقامة نموذج مصغر لدار الإفتاء في أربعة محافظات منها الإسماعيلية وأسوان والمنصورة، وقد وعد المفتي بالعمل علي هذه الفكرة. وأوضح إبراهيم، أن لقاء المفتي جاء علي هامش الحوار ولم يشارك به. من جانبه، قال الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الإسلام السياسي: إن اللقاء كان بهدف أن دار الإفتاء تسعي لعمل دليل لفهم العقل المتطرف وكيف يكفر وكيف يمكن طرح مجموعة من السياسات لمواجهة التطرف والإرهاب بشكل علمي يجتمع فيه المتخصصين في علوم الدين والشريعة والاجتماع والسياسة وعلم النفس. ولفت في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أنه من المقرر أن تطرح مجموعة السياسات التي ينتهي إليها الحوار علي صناع القرار والإعلاميين لكي يكون اجتهاد علي أساس علمي. وأوضح حبيب، أنه طرح فكرة أن الإرهاب عبارة عن تركيز علي أيدولوجيا الإرهاب في عامل محدد للجذب للتطرف، ووجود التنظيم والعلاقات وأن وجود تنظيم يمكن أن يكون أحد المحفزات الكبرى التي يلجأ إليها الشباب ومن ثم يوفر الإيدلوجيا والأسلحة، وأركز هنا علي كيف يلعب ذلك في بناء الشبكات الكبرى، وكذلك الفاعل المتطرف ولماذا يتطرف. ولفت إلي أن الدكتور محمد المهدي أستاذ علم النفس قدم أفكار هامة عن التدين الصراعي وقيامه علي فكرة المواجهة وفكرة التدين الرحيم أو الهادئ، وأيضا ناجح إبراهيم تحدث عن فكرة السجون وكيف ينتعش بها الفكر المتطرف ولفت إلي أن عدد كبير من الشباب الآن مسجون احتياطيا ولذلك طالب بالحوار معهم. وقال حبيب، "هنا الموضوع يحتاج واحد من السلطة يقتنع بالحوار مع الشباب المتطرف في السجون، ويقنع بها الرئيس، حتي يتم حماية من له ميول للتطرف". وقال حبيب، إن الحوار مع الشباب في السجون لا يعني المصالحة مع قيادات الإخوان أو التمهيد لإعلان مراجعاتهم ولكنه حوار مع الشباب الذي يتبني أفكار بها تطرف ويمكن أن يدفعه لمزيد من التطرف خاصة من لم يدرجوا علي قضايا، ومحبوسين احتياطيا لمدة تزيد عن عامين.