أبى الطقس إلا أن يعزز من طبيعة الخلاف بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، ففي الوقت الذي تتعرض فيه كوريا الشمالية لأسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي، اجتاحت الأمطار الغزيرة عاصمة جارتها اللدود كوريا الجنوبية، حيث غرقت سول والمنطقة الوسطى من شبه الجزيرة الكورية، اليوم الأحد، مع انعزال بعض الأشخاص جراء الفيضانات. ونقلت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية عن إدارة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية أن نحو 10 مناطق بما فيها سول أدرجت ضمن مناطق تحذير من الأمطار الغزيرة، وغمرت المياه بعض أجزاء من الطرق والسكك الحديدية، مما تسبب في توقف حركة المرور لمخاوف تتعلق بالسلامة، وتم تعليق تشغيل السكك الحديدية مؤقتا على طريق يربط بين سول وإنتشون. ووفقا لإدارة الأرصاد الجوية، وصلت كمية الأمطار في باجو 105 مليمترات حتى الآن، مع وصولها إلى 149 مليمترا و104 مليمترات في كويانغ ويانغجو على التوالي. وأدت الأمطار الغزيرة المصحوبة برعد وبرق لانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق من إقليم كيونجكي المجاورة لسول، مما تسبب في إزعاج لكثير من السكان. يأتي هذا مواكبا للتحذيرات التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة في الأممالمتحدة، من مخاطر حصول نقص غذائي حاد في كوريا الشمالية بسبب أسوأ موجة جفاف شهدتها البلاد في السنوات ال 15 الأخيرة. ودعت الفاو إلى زيادة نسبة المساعدات الغذائية إلى بيونج يانج، مشيرة إلى أن المحاصيل الزراعية ضربت بسبب النقص في نسبة المتساقطات، في بلد ينتشر فيه سوء التغذية. وشرحت أن منسوب الأمطار التي تساقطت في المناطق الزراعية الأساسية في البلاد بين أبريل ويونيو، بقي تحت المعدل الطويل الأمد، ما تسبب باضطرابات عدة على مستوى النشاطات الزراعية وبتلف محاصيل الموسم الرئيسي. وصرّح ممثل المنظمة في الصينوكوريا الشمالية فنسنت مارتن أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور قوي للأمن الغذائي لقسم كبير من الشعب، مضيفًا من الضروري اتخاذ إجراءات بدءًا من الآن لمساعدة المزارعين المتضررين ومنع هؤلاء الأكثر عرضة للخطر من اعتماد إستراتيجيات غير مستحبة، مثل تقليص حصصهم الغذائية اليومية.