تلعب مواقع "السوشيال ميديا" دورا مؤثرا، نقل عشرات الأخبار والصور والمقاطع المصورة، والتي تصف أو تنقل ما يدور في المجتمع المصري من أحداث ومتغيرات، سواء عبر المنصات الإعلامية والصفحات الموثقة للصحف والقنوات الإخبارية، أو حتي التي ينقلها أشخاص عاينوا الحدث، وتمكنوا من رصده، وقرروا نقله إلي أقربائهم وأصدقائهم عبر منصاتهم الشخصية والممثلة في حساباتهم الخاصة. وهكذا أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي، وعلي رأسها "فيسبوك، تويتر، وغيرها.." المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات، يعتمد عليه الأغلبية، فدقائق معدودة تكفي لينتشر الخبر كالنار في الهشيم، خاصة بوجود زر "الشير"، والذي يتيح للشخص مشاركة المعلومة مع من حوله في أقل من لحظة، ودون قيود. وتكمن خطورة تلك السهولة في تداول المعلومات والأخبار، في أن كل من كان يستطيع أن يشيع ما شاء، دون تدقيق أو فرز أو مراجعة، ما يؤدي في النهاية إلي ترويج الكثير من الشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة، ربما لهدف خبيث في نفس مروجها، ويتشاركها كثيرين خلفه "ربما بحسن نية" دون مراجعتها والتأكد من صحتها كذلك، ما قد يمكن مطلق الشائعة من حشد الرأي العام اتجاه هدف معين، وما يزيد الطين بلة هو صعوبة تصحيح تلك المعلومة لدي كل متلقيها، فمن شاهدها ليس بالضرورة أن يشاهد تصويبها أو نفيها، ما يثير حالة من التخبط واللغط في كثير من الأحيان. وتعاظم مؤخرا استخدام سلاح "السوشيال ميديا" في التأثير علي وعي وأفكار واتجاهات الأشخاص اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، ويصل الأمر إلي حد تجنيد واستقطاب الأفراد للانضمام إلي الجماعات الإرهابية.
وكيل الهيئة الوطنية للصحافة: الشائعة تنتشر في غياب المعلومات الصحيحة يقول الدكتور عصام فرج، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام، إن التطور التكنولجي أصبح أمرا واقعا، ولابد من حسن استخدامه من كل الأطراف، وبالتالي فإن "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعي شئ أساسي، ولابد من دعمها وتصحيح مسار ثقافة استخدامها، حتي يدرك كل من يدون أنه يجب عليه الالتزام بالحقائق والدقة والأمانة. وأوضح "فرج" أن مواقع التواصل الاجتماعي، خلقت نوعا جديدا من الصحافة أمام كل من يشارك، ما يجعل السيطرة المسبقة علي المحتوي المنشور دربا مستحيلا، لذلك لابد من وجود مواثيق شرف واضحة، تحدد قيم ومبادئ ومعايير بث الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي، حتي يدرك كل من يشارك أنه جزء من عمل ضخم يستحق الأمانة، وأن يراعي ضميره في التعامل معه. وأشار وكيل لهيئة الوطنية للإعلام، أنه ما يحدث علي مواقع التواصل الاجتماعي، يلقي بمسؤلية كبيرة علي الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، إذ يجب عليها متابعة، والتعامل مع كل ما ينشر أو يكتب علي "السوشيال ميديا"، لكي يتم توضيح أو كشف المعلومات الصحيحة، حتي لا تتحول الشائعات إلي حقائق بمرور الوقت، فعدم التعامل بسرعة مع المعلومات المغلوطة، يؤدي في النهاية إلي نشر الأكاذيب علي أنها حقائق مؤكدة. وأضاف "فرج" أن متابعة أخبار "السوشيال ميديا" من قبل الدولة، يجب أن تكون عملية لحظية مستمرة، فكل ثانية يطرأ جديد، وتغير في المعلومة، خاصة مع سرعة انتشار المعلومة بطريقة يصعب السيطرة عليها، فالشائعة التي تظهر يجب أن يتم الرد عليها في الثانية التالية، وليس بعدها بعدة ساعات، ففي بعض الأحيان، ونتيجة لبطء الرد، تتورط بعض الصحف المطبوعة، ومواقعها الإليكترونية في بث معلومة مغلوطة، دون التأكد من مصدر المعلومة، ودون مراعاة المهنية، ما يتنافي مع المبدأ الرئيسي للعمل الصحفي "الصدق قبل السبق". وأنهي الدكتور عصام فرج، بأن الشائعات تنتشر وتترعرع في غياب المعلومة الصحيحة، وبالتالي، يجب علي جميع الأطراف، وعلي رأسها الدولة، التعامل بحذر مع "السوشيال ميديا"، ومحاولة دحض الشائعات التي من شأنها في النهاية تكوين وعي خاطئ لدي الأشخاص، قد ينعكس علي تصرفاتهم بصورة تسئ أو تضر بالدولة. أبرز شائعات "السوشيال ميديا".. تسجيل الشهيد "المنسي" و"وفاة الجنزوري" و"زيادة الأسعار" شهد الشهر الماضي، العديد من الشائعات والأخبار المغلوطة، والتي انتشرت بشكل كبير، علي رأسها التسجيل الصوتي المنسوب للشهيد المقدم، أركان حرب أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة (103) صاعقة -وكأن شجاعته تضحيته ودمائه الذكية تحتاج إلي ذلك التسجيل لتثمينها- قبل أن يخرج المتحدث العسكري ببيان يوضح فيه، أن ذلك التسجيل مفبرك، وغير صحيح. عدة شائعات أخري انتشرت حول وفاة عدد من المشاهير، وعلي رأسهم الدكتور كمال الجنزوري، والذي تلقي عددًا كبيرًا من الاتصالات التليفونية استقبلها بنفسه، طبقا لمقال الكاتب الصحفي صلاح منتصر بعنوان "الميت يرد علي التليفون"، والذي أكد فيه أن "الجنزوري" رد علي من هاتفه بأنه في مكتبه يباشر عمله! طاردت شائعات الوفاة كذلك، مرشد جماعة الإخوان السابق، ونفت الدخلية الشائعة حينها، وأيضا لم يسلم كلا من، الفنان يحيي الفخراني، أو المستشار مرتضي منصور، من مثل تلك الشائعات. عدد كبير من الشائعات "الغير بريئة" روجها رواد مواقع الواصل الاجتماعي، عقب رفع أسعار المحروقات، علي رأسها تأجيل صرف علاوة الغلاء الاستثنائية، وأخري بشأن رفع الدعم كليا عن المحروقات في 8 أشهر، وهو ما نفاه مركز معلومات مجلس الوزراء، شائعة أخري كانت حول زيادة سعر رغيف الخبز المدعم، ورابعة كانت عن تحمل أصحاب بطاقات التموين للزيادة في أسعار نقل السلع المدعمة، لكن المتحدث باسم وزارة التموين نفي كلتا الشائعتين. ونفت كذلك وزارة النقل، وجود أية زيادة في الوقت الحالي في أسعار تذاكر قطارات السكك الحديدية، أو تذاكر مترو الأنفاق، ونفت أيضا وزارة التجارة والصناعة شائعة مفادها، بأن هناك زيادة في أسعار توريد الغاز الطبيعي للمصانع، عقب قرار زيادة أسعار المحروقات.
قناة السويس الجديدة وقناديل البحر حتي ظهور قناديل البحر علي الشواطئ المصرية، رافقه العديد من الشائعات، كان أكثرها تطرفا هو أن قناة السويس الجديدة هي السبب في ظهورها، وأصدرت وزارة البيئة بيانا جاء فيه "هناك بعض الجهات التي تحاول الترويج أن توسعة قناة السويس هي السبب في ظاهرة القناديل، لأغراض سياسية بعكس الحقيقة المعروفة، بأن القناديل منتشرة بجميع البحار والمحيطات على مستوى العالم، وأنها منتشرة بالبحر المتوسط منذ أواخر السبعينات". وتابعت "البيئة" في بيانها، أن ظهور القناديل في فصل الصيف والفصول ذات الحرارة المرتفعة، بسبب وفرة الغذاء خلال تلك الفترات، وتجمعها للتكاثر، بالإضافة للتغيرات المناخية والانخفاض المتزايد للمفترسات الطبيعية للقناديل.
الصفحات الحكومية الموثقة ضرورة شائعة أخري نفاها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، حول صحة ما تداولته العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، من تصريحات، وتعليقات منسوبة للدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، نشرت على صفحة تواصل اجتماعي تحت مسمى "صفحة وزير التربية والتعليم"، وهو ما يستوجب معه وجود صفحات موثقة للجهات الرسمية، يمكن من خلالها الوصول للمعلومات الصحيحة، دون الوقوع فريسة للشائعات المغرضة.