أكد البرلمان العربي أن الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب توفر الأساس القانوني لتعاون عربي فعال لمكافحة الإرهاب على كل الأصعدة ، كما تقدم أحكاما متفقا عليها في شأن الجريمة الإرهابية وأسس التعاون العربي لمكافحة التطرف والإرهاب في المجالين الأمني والقضائي. وذكر في بيانه الذي أصدره في ختام جلسته العامة السادسة والأخيرة من دور انعقاده الثاني اليوم أن الإرهاب قد أصبح شاملا في العديد من دول العالم ويهدد الفكرة والعقيدة والاقتصاد والحياة الاجتماعية للشعوب وهو ما يستوجب أن تكون الحرب عليه شاملة ، وليس فقط الجوانب العسكرية والأمنية، بل تمتد لتشمل تجديد الخطاب الديني وتطوير التعليم والثقافة ونشر الفكر الوسطي والمعتدل وتطوير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة وتنظيم دور الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية ومراكز الشباب والمسجد والكنيسة وغيرها من الوسائل والأسباب التي تدعو إلى التفكير في تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب . وشدد على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب من خلال هذه الاتفاقية وتعزيز آليات التعاون الدولي والعربي في هذا الشأن، مطالبا بالتعجيل بمراجعة هذه الاتفاقية من خلال مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب بما يتناسب مع التطورات على الساحة العربية . من جهة ثانية أكد البرلمان العربي، أن انتصار العراق على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير المدن والمناطق التي كانت تحت قبضته أسهم في تعزيز الأمن القومي العربي بالقضاء على إحدى تهديداتها في هذا البلد العربي ، ورأى أنه يمثل نصرا لكل العرب ومحبي السلام والإنسانية، لافتا الى أن هذا الانتصار تحقق بفعل الوحدة الوطنية للعراق وشجاعة قواته المسلحة بكافة صنوفها ، ويدعو إلى استثمار هذا النصر في خلق المزيد من الانسجام والوئام الوطني وإنهاء التوترات الطائفية والسياسية واستيعاب الجميع في العملية السياسية ، وجعل مصلحة العراق العليا هي الأساس في مواقفهم. وبارك البرلمان تحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية ، والذي أدى تحريره إلى إنهاء دولة الخلافة المزعومة والوهمية وإنهاء صفحة مظلمة في تاريخ هذا البلد، منددا بالتفجير الذي قام به داعش الإرهابي للجامع النوري التاريخي الكبير ومنارة الحدباء الأثرية والتي كانت من الكنوز التراثية للشعب العراقي ، ويضاف ذلك إلى أفعاله السوداء في تدمير الآثار العراقية ، ناهيك عن جرائمه ضد الإنسانية وشدد البرلمان العربي على وقوفه بقوة ضد تقسيم العراق ورفض أية إجراءات من شأنها أن تمس وحدته وسلامة أراضيه ، مؤكدا حرصه على وحدة هذا البلد الشقيق والتصدي بكل الوسائل لمحاولات النيل من وحدته الإقليمية وسيادة واستقلال هذا البلد ، داعيا الشعب العراقي بكافة مكوناته إلى الحفاظ على وحدة بلدهم وتدعيم ذلك بالحوار والتفاهم، كما يرفض كافة التدخلات في شئونه السياسية من أي دولة أيا كانت . ودعا إلى المباشرة بالمصالحة المجتمعية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية بغية تثبيت الأمن والاستقرار والعودة السريعة للمهجرين ، والشروع في تسوية وطنية عادلة معلنا مساندته لجهود رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في الانفتاح والتوازن في علاقات العراق الداخلية والإقليمية وإرساء منهج تصالحي وتهدئة الأجواء السياسية ، ومشيدا بدوره في تعبئة القوى الوطنية والإقليمية والدولية في مواجهة داعش وهزيمته النكراء . كما طالب بالإسراع في وضع الخطط العملية من أجل إعادة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم وتأهيل البني التحتية الخدمية والعمل على تعويضهم عن خسائرهم وحث الدول على المساعدة في إعمار وبناء المناطق التي تضررت من الحرب على داعش الإرهابي ..