أكد المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدنى أن مستوى هامش الربح فى صناعة الطيران لا يتعدى 1%، كما جاء على لسان تونى تيلر مدير عام الآياتا الذى أكد أن كل التوقعات تؤكد أن هامش الربح المتوقع عن عام 2012، لن يتجاوز أقل من واحد فى المائة وعلى وجه التحديد 0.6%من إجمالى العائدات البالغة 618 مليار دولار. وهو ما يعنى أن أي انخفاض في الدخل يؤدي حتماً إلى خسائر كبيرة لأن هامش الربح ضعيف جداً إن وجد، فلو كانت هناك صناعة بها هامش ربح 20 أو 25% وحدثت لها هزة ضئيلة، فلا تكون هناك خسائر بل يكون هناك تراجع في الأرباح، أما الطيران فأية هزة بسيطة تؤدي إلى خسائر كبيرة بسبب تكاليف التشغيل الباهظة. ووفقاً لما أعلنه تونى تيلر مدير عام الآياتا فقد انخفضت أرباح شركات طيران منطقة الشرق الأوسط، على عكس المتوقع العام الماضى لشركات الطيران فى منطقة الشرق الأوسط والتى كانت تشير إلى إمكانية تحقيق الشركات لأرباح تصل إلى4.1 مليار دولار، ولكن حققت شركات الطيران فى المنطقة أرباحا بحوالى400 مليون دولار بانخفاض 800 مليون دولار، مشيرا إلى أن ذلك يعود لعدة أسباب أهمها ارتفاع تكاليف التشغيل نظرا لارتفاع أسعار الوقود الذى أدى إلى تقلص هوامش الربح خاصة فى الرحلات الطويلة التى تربط المنطقة بمختلف قارات العالم، هذا وحققت شركات الطيران فى أوروبا أرباحا وصلت إلى مليار دولار هذا العام بدلا من 4.1 مليار دولار، وهو ما يعد عقبة إضافية لشركات الطيران تقلل من فرص النمو المتوقعة. وأعلن تونى تيلر أيضا أن توقعات الآياتا العام المقبل تشير إلى إمكانية تعرض صناعة النفل الجوى إلى هبوط حاد بسبب أزمة منطقة اليورو، وهو ما أكدته توقعات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، مؤكدا أنه فى هذه الحالة فإن الصناعة معرضة لخسائر تصل إلى 8 مليارات دولار لتسجل أكبر مما تعرضت له الصناعة مع الأزمة المالية العالمية عام 2008. وأضاف وزير الطيران أن الكثير من الأخبار التي يكتبها غير المتخصصين في الطيران تؤدي إلى تضليل الرأي العام. حيث إن التعامل مع صناعة الطيران على أنها سلعة محلية تقاس بها الصناعات الأخرى المحلية هو خطأ كبير، فالطيران صناعة دولية ، مقاييسها دولية، وسوقها دولية و منافساتها دولية، ولابد لنا أن ننظر نحن كمتخصصين في صناعة الطيران لما يدور حولنا في دنيا الطيران حتى نستطيع أن نحلل وننقد أو حتى نشيد بموضوعية. وأعطي مثالاً بسيطا على ذلك لإحدى القضايا التي لفتت انتباهي في الفترة الماضية، وهو الهجوم الشديد حتى من بعض العاملين أنفسهم على الطائرات الجديدة التي دخلت أسطول مصر للطيران، في حين أننا لو نظرنا لأي شركة من الشركات الكبيرة من حولنا لوجدنا أن هذا النظام معمول به كوسيلة أساسية لزيادة الأسطول دون تحمل أعباء تمويلية، ولعلي أعطيكم مثالاً وهو أن إحدى الشركات العملاقة فى المنطقة تمتلك الآن 148 طائرة من مختلف الطرازات منها 103 طائرات إيجار تشغيلي مثل طائرات البوينج 777-300 ، و 42 إيجار تمويلي ( مثل الطائرات الأيرباص 330)، وفى الحقيقة تمتلك ثلاث طائرات فقط. كذلك فإن الشركات العالمية تحافظ علي نسب متوازنة بين الطائرات المملوكة والطائرات المؤجرة وقد تصل نسبة المؤجرة إلي أكثر من 60% من حجم الأسطول في حين أن النسبة في شركة مصرللطيران لا تتعدي 8% فقط من حجم الأسطول. قس على ذلك الموضوعات الأخري التي يتم تناولها بمنأي عما يحدث حولنا ، وتؤدي عدم المعرفة الكافية بمعطيات الصناعة لاختلاق الشائعات وأحياناً الأكاذيب و التي للأسف يتناولها الرأي العام على أنها حقيقة واقعة.