أبلغ جاريد كوشنر، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فى أثناء لقائهما ليل أمس الأول، أنه سيعرض قريبًا على الرئيس نتائج محادثاته مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأن "ترامب" سيتخذ في ضوء ذلك قرارًا إما بتقديم مبادرة سلام أو التوقف عن مساعيه. وقال مسئول فلسطيني حضر اللقاء: طلب "كوشنر" من "عباس" تقديم رؤيته للحل السياسي، وعندما استمع إلى ذلك ردّ قائلًا: أنا التقيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو واستمعت إلى رؤيته للحل السياسي، كما فعلت هنا، والآن سأقدم تقريرًا إلى الرئيس، وهو سيقرر الاستمرار وتقديم مبادرة للسلام في حال وجد هناك فرصة، أو الانسحاب. وقدم الفريق الأمريكي في اللقاء احتجاجًا ل"عباس" على عدم إدانته العملية الأخيرة في القدس التي أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وثلاثة مهاجمين فلسطينيين، وأيضًا على رفض الرئيس استقبال السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، المعروف بانحيازه الشديد لإسرائيل والاستيطان. وجاء اجتماع كوشنر- عباس، الذي وصف بأنه "غير مشجع"، بعد اجتماع المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات، وفريق فلسطيني، برئاسة رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات. وقال مسئولون فلسطينيون إن الخلاف بين "عريقات" و"غرينبلات" تفجر لدى مطالبة الأخير بوقف دفع رواتب الأسرى، ووقف ما أسماه "التحريض والعنف". ورد "عريقات" مطالبًا "غرينبلات" بالعمل على وقف الاستيطان، واصفًا البناء على الأرض الفلسطينية بأنه "العنف الأكبر والمحرض الأكبر". وأصدر "عريقات" أمس بيانًا رفض فيه الاتهامات الإسرائيلية بشأن "التحريض الرسمي الفلسطيني"، وقال في بيانه: حكومة الاحتلال تعمل بشكل متواصل على حرف الأنظار وابتكار أعذار جديدة وتضليلية، مثل دعاءات "التحريض" في كل مرة تتاح فيها فرصة لإحياء المسار السياسي، على عكس القيادة الفلسطينية الملتزمة بحل الدولتين والتنفيذ الكامل للقانون الدولي". ووصف "عريقات" مطالبة إسرائيل للجانب الأمريكي بالعمل على "وقف التحريض"، واعتبار رواتب أسر الشهداء والأسرى تحريضًا على العنف، بأنها "محاولات لوسم نضال شعبنا الوطني بالإرهاب، وتجريم شهدائنا وأسرانا المناضلين منذ انطلاق الثورة الفلسطينية".