كشف مصدر فلسطيني مطلع النقاب عن أن اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وصهره، جاريد كوشنر ومبعوثه جيسون جرينبلات، "كان متوترًا ومشحونًا"، بسبب تركيز الأمريكيين على قضيتي وقف رواتب "المعتقلين والقتلى" الفلسطينيين من منفذي العمليات ضد الإسرائيليين، ووقف التحريض، بدل مناقشة مبدأ حل الدولتين. وقال المصدر، الذي لم يتم تسميته، لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة اليوم الجمعة، إنه "على الرغم من أن عباس طرح وجهة نظره في القضايا الأكثر حساسية، الدولة والحدود والقدس واللاجئين، فإن المسؤولين الأمريكيين، فضلًا عن الضغط عليه من أجل وقف الرواتب والتحريض، وأبلغاه بأنهما يتبنيان الرواية الإسرائيلية في هذا الصدد، وأن قيامه بالأمر هو دليل على رغبته في تحقيق السلام". وأكد المصدر أن عباس عبر عن غضبه، ورفض الاستجابة لطلب قطع الرواتب، وأبدى استعداده فقط لتفعيل لجنة ثلاثية فلسطينية أمريكية إسرائيلية لمراقبة "التحريض". كما طلب عباس بدلا من التركيز على الرواتب التي اعتبرها "شأنًا داخليًا ولها بعد اجتماعي"، التركيز على ضرورة وقف الاستيطان، من أجل إثبات النوايا الحسنة، لكنه لم يتلق وعودا. ولم تفض الجلسة إلى أي اتفاق أو اختراق في أي من القضايا بما في ذلك وقت إطلاق مفاوضات، أو عقد لقاء ثلاثي بين عباس وترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بل تركت قناعات لدى رام الله بتبني الأمريكيين وجهات النظر الإسرائيلية، وبأنهم لا يمكن أن يقودوا الطرفين إلى اتفاق. وقال مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، للصحيفة، "إنهم طرف منحاز.. على الرغم من ذلك، نحن سننتظر نتائج المفاوضات المتوقعة في واشنطن الشهر المقبل". وأكد المسؤول أن وفدًا خماسيًا فلسطينيًا سيحمل معه الموقف الفلسطيني في الملفات النهائية، وسيعرضها على وفد خماسي أمريكي. وأضاف: "في نهاية المطاف، موقفنا واضح وهم يعرفونه جيدًا، لكنهم يختارون معالجة الأمر بالطريقة الإسرائيلية". ويفترض أن يذهب الوفد الفلسطيني إلى واشنطن ويحمل معه ملفات لها أهمية وأولوية، طلب الأمريكيون إعدادها، كما طلبوا ذلك من الإسرائيليين أيضًا. من جهة أخرى، قال البيت الأبيض في بيان له، إن الاجتماع عباس وكوشنر وجرينبلات كان مثمرا، وإن عباس وكوشنر "أعادا التأكيد على التزامهما بالدفع بهدف الرئيس ترمب في تحقيق سلام حقيقي ودائم" بين إسرائيل والفلسطينيين. يأتي لقاء عباس وكوشنر وجرينبلات عقب لقاءات عقدها الرئيس الأمريكي مع كل من نتنياهو وعباس في البيت الأبيض في شهري فبراير ومايو الماضيين على التوالي مؤخرا، وزيارة ترامب لإسرائيل والأراضي الفلسطينية في الشهر الماضي. يشار إلى أن محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين متوقفة منذ عام 2014.