يشهد معبد الكرنك بالأقصر،غدًا، ظاهرة فلكية مميزة، حيث تغرب الشمس من البوابة الغربية للمعبد، تزامنًا مع الانقلاب الصيفي، الذي يحدث يوم 21 يونيو من كل عام، إيذانًا ببدء فصل الصيف، حيث تودع أشعة الشمس أرجاء المعبد الفسيح، ويحدث اختفاء تدريجي للضوء عن ساحته، حتى يظلم قدس الأقداس. وقال الباحث أحمد عبدالقادر، المتخصص فى السياحة الفلكية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إنه سيتم رصد ومتابعة تلك الظاهرة، بدءًا من الساعة السادسة مساءً، ولمدة حوالي 30 دقيقة، حتى تغيب أشعة الشمس عن قدس الأقداس بالمعبد. وأضاف، أن المحور الرئيس لمعابد الكرنك، يعد محورًا مثاليًا لاستقبال شمس الشتاء عبر البوابة الشرقية بنهاية المحور، بينما تعد البوابة الغربية "المدخل الحالي لدخول الزائرين" لنفس المحور، موضعًا مهمًا لتوديع الشمس الغاربة عند يوم الانقلاب الصيفي. وأشار إلى أن قدماء المصريين، قد عاشوا وفقًا للإيقاع اليومي والسنوي للشمس ( الليل والنهار، الشروق والغروب، ثم الفصول الثلاثة: الصيف والشتاء والربيع)، ووجدوا أنفسهم متناغمين تمامًا مع فترات مولد الشمس، وتألقها ومغيبها، لافتًا، إلى أن فصل الصيف يمثل عيد ميلاد الإله رع، وبداية موسم فيضان نهر النيل بالماء والطمي، وهو ما يعرف فلكيًا بالانقلاب الصيفي، فيما يمثل بداية الشتاء مولد "أوزير" وبداية موسم الزراعة والنبات، وهو ما يعرف بالانقلاب الشتوي. وتابع عبدالقادر قائلًا: إن المعماري المصري القديم، شيد المحور الرئيس لمعبد آمون بالكرنك، ليكون شاهدًا على ميلاد أوزير في الشتاء، بحيث تستقبل البوابة الشرقية للمعبد الضوء عند شروق شمس يوم الانتقال الشتوي، بينما تستقبل البوابة الغربية للمعبد أشعة الشمس الغاربة لليوم الأول من الانقلاب الصيفي. وأضاف، أن المصري القديم قد اعتبر اليوم الأول من الشهر الأول لفصل الصيف، عيدًا ويومًا للصيام، فيمتنع فيه الكهنة والأفراد المتدينون عن الأكل والشرب من طلوع شمس هذا اليوم، وحتى غروب الشمس، بينما يقضون الليل لممارسة السهر الروحاني وتلاوة التراتيل والصلوات طوال ليلة كاملة، مشيرًا، إلى نص قديم بإحدى البرديات الدينية يقول "لم يتناول المتوفى أي غذاء في أول أيام الشهر، وأمضى ليلته ساهرًا، وتخلى عن جميع متطلبات جسده خلال إحدى فصلي خبرر ". وأوضح أن البردية، تعني أن العيد المداري بفصل الصيف الذي يحل مع أول يوم (21 يونيو) وهو اليوم الأول للسنة المصرية، كان أيضًا مناسبة للصيام والتوجه بالدعاء إلى الإله الواحد، في زهد وإمساك كلي عن عن متطلبات الجسد المعتادة، وبخاصة تلك المتعلقة بالطعام والشراب والشهوات الحسية، مما يؤكد أن الصيام في مصر القديمة قد ارتبط بمبدأ تطهير الجسد والروح".