خلال أيام، وبالتحديد الخميس 15 يونيو الجاري، يأتي حفل توقيع ديوان"ميدان طلعت حرب" للشاعر والكاتب أسامة الحداد، الصادر عن مؤسسة "بتانة" للنشر. أسامة الحداد شاعر يبحث دائمًا عن الاستقلالية في كتاباته، تدور أعماله في فضاءات متعددة تمنحه صوتًا مميزًا بين أبناء جيله. وحول هذا، كانت تلك كلماته: أنا خارج كل الدوائر، أبحث عن استقلالي حتى عن شخص يشبهني يقال أنه يكتب. أريد أن أعيش الحياة لا أكثر، والشعر هو حياة موازية ومراوغة غير متحققة في الواقع وكائنة في الوقت ذاته، أليست تلك إشكالية وتمثل تناقضات حادة؟ كالحياة والعالم الذي وجدتني داخله في لعبة لا أعرف قواعدها ومتاهة تتداخل الشوارع والطرق بها وتتبدل أماكنها دون ترتيب. الانحصار داخل دائرة يعطي مزيدًا من الدقة والاكتمال: "إن التواجد داخل دائرة ما يشكل سلطة مضافة؛ فالدائرة وإن كانت أكثر الأشياء اكتمالًا كما قيل هي في جوهرها طوق بالعنق". وحول ديوان"العشوائي"، الذي ربما يحمل عنوانه إسقاطًا على الواقع، حاملًا دلالات كثيرًا، يقول: الحياة باتساعها وصراعاتها هي عفاريت عبقر، والتاريخ غدًا هو اللحظة الآنية؛ حيث محاولة اكتشاف الوجود ومواجهة وحشية ومسوخ الحضارة أن تبحث عن إنسان داخلك وعن سبب لخطوتك، وتنظر إلى ما يقطع ظلك ومن يلتقط صورًا لأحلامك، أن تكتشف رأسك داخل الزحام وتحاول أن تدرك وجودك هل أنت العالم بأسره أم نقطة ضئيلة للغاية بين مليارات البشر يعيشون على كوكب صغير وسط نجوم ومجرات لا تملك معرفتها، وهل أنت من يملك قدميه وعلاقتك بالطريق وحين تجلس منعزلًا هل تتحرك الأشياء حولك؟ ويضيف: لايمكن أن نكون خارج حياتنا، كل الكتابات تشكل حياة البشر وأحلامهم وتصوراتهم، كل ما في الأمر أن الأسئلة انتقلت من "أين جئت؟"، و"إلى أين أذهب؟" لمنطقة بديلة حول كيفية التعايش في هذا العالم وإن لم تغب الأسئلة الأولى. يذكر أن الشاعر والكاتب أسامة الحداد صدر له من قبل عدد من الدواوين منها: "شرور عادية" و"أن تكون شبحًا"، فضلًا عن كتاب صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "ألعاب صغيرة".