يحتفي السودانيون بشهر رمضان الكريم احتفاءً خاصًا، يجعل للشهر الكريم في وطنهم مذاقًا مختلفًا عن سائر البلدان الإسلامية، فقبيل حلول الشهر الفضيل يشرع السودانيون في تزيين منازلهم، حيث يتم طلاؤها وإعادة تنظيفها بالكامل وكذا شراء أواني جديدة لتقديم وجبتي الإفطار والسحور للصائمين. وتقوم النساء بتجهيز المشروبات التقليدية المفضلة لدى السودانيين والتي يأتي على رأسها مشروب ''الحلو مر'' الذي لا يخلو منه أي بيت سوداني وسبب تسميته بذلك أنه ذو مذاقين فهو حلو ومر في آن واحد، فهو يتكون من مزيج من الأعشاب الطبيعية التي ينعم بها السودان ويضم خليطا من أكثر من ثمانية أعشاب تمزج مع دقيق الذرة. وقبيل الإفطار بدقائق يخرج السودانيون بصوانيهم وعصائرهم على الطريق العام ليطعموا كل من أدركه الإفطار وهو في الطريق حتى يحظوا بأجر إفطار الصائم، أما في القرى فللسودانيون عادة غريبة للغاية إذ يقومون بربط العمّة من الأطراف وشدها وسط الشارع، حيث يمسك اثنان طرفا العمّة لوقف العربات للإفطار لأن بعض السائقين لا يستجيبون للدعوة للإفطار في الشوارع، لكنهم عندما يرون العمّة مشدودة أمامهم من قبل الأهالي ينزلون احترامًا لعاداتهم وتقاليدهم في الدعوة لإفطار الصائم. كذلك يحرص السودانيون على الإفطار الجماعي في الشارع العام وأمام المنازل، وأيضا تبادل طعام رمضان مع الجيران، وغالباً ما تتجمع الأسر فيما يسمى "حوش الديوان" وهو مجلس كبير للعائلة تتجمع الأسر فيه لتناول وجبة الإفطار، وعادة ما يكون عند كبير العائلة، فيما يفطر عدد كبير من السودانيون فيما يعرف ب "المربوع" وهو مكان مربع، يجمع الأسر من بنايات متعددة، حيث يحضرون الطعام ويتناولون الإفطار مع بعضهم البعض. أما الأطفال فلهم في رمضان حكاية خاصة في السودان، إذ لايزال السودانيون يعتمدون تعليم الأطفال الصيام منذ الصغر، فيشجعونهم على صيام الشهر من خلال تقديم الهدايا في آخر النهار، كما يقدمون الإفطار والطعام للأطفال قبل الكبار والضيوف، تكريماً لهم ولصيامهم في هذا الشهر. تشكل المائدة الرمضانية السودانية من أطباق متنوعة، لكن أهم المأكولات التي تعتبر تحفة المائدة السودانية هي ''العصيدة '' التي يضاف لها "الويكا "، كما تضم المائدة السودانية ''سلطة الروبر'' والتي تتكوّن من الخيار وقطع صغيرة من الجزر تضاف إليه الزبادي. رمضان في السودان رمضان في السودان رمضان في السودان رمضان في السودان رمضان في السودان