اسمي سامي حسن هاجرت إلي السودان منذ فترة وأعيش في مدينة حلفا بشمال السودان وأعمل في مجال المعمار وتختلف عادات الشهر الكريم في السودان عنها في الدول الأخري حيث تقوم النساء قبل شهر أو شهرين بتجهيز المشروبات التقليدية المفضلة لدي السودانيين والتي يأتي علي رأسها مشروب "الحلو مر" الذي لا يخلو منه أي بيت سوداني وسبب تسميته بذلك أنه ذو مذاقين فهو حلو ومر في ذات الوقت. فهو يتكون من الأعشاب الطبيعية التي ينعم بها السودان ويضم خليطاً من أكثر من ثمانية أعشاب تمزج مع دقيق الذرة وذلك بعد ان تكون الذرة قد أخذت طوراً جديداً تأخذ من خلاله طعماً مستساغاً وذلك بصب الماء عليها وتجفيفها وطحنها. بعد ذلك يخلط هذا الدقيق مع الأعشاب بعد طحنها. ثم يعرض العجين للنار ليخرج في شكل لفافات. حيث تبل هذه اللفافة بالماء لاستخلاص ما تحتويه من مادة. وهذه المادة هي الحلو مر فيضاف إليه السكر ويشرب بارداً. أضاف سامي انه بالطبع نتناول التمر علي الافطار مع كوب "الابرية" وهو المشروب الرسمي والرئيسي عندنا وهو عبارة عن ليمون مع رقاقات خفيفة من عجين القمح والليمون ومشروب "التبل" و"المكركدة" ثم نذهب بعد ذلك إلي المسجد لنصلي المغرب وبعد الصلاة نعود إلي منازلنا لنتناول الفطور المعتاد وهو عبارة عن الأكلات الرئيسية أيضاً فتتشكل المائدة الرمضانية السودانية من أطباق متنوعة. لكن أهم المأكولات "العصيدة" التي يضاف لها الويكا. و"سلطة الروبر" والمكونة من الخيار وقطع صغيرة من الجزر تضاف إليه الزبادي ثم الاتر وهو عبارة عن ملوخية ناشفة لكن لها طريقة مختلفة في الطهي والقابض وهو طبقات من الرقاق الخفيف جداً لأثر بالقابض العصيدة والعراديب وعصير والابرية والروانة والشية واليغني وهو عبارة عن حلويات اللحوم من لسان وفشه وكرشه وكبدة ولحمة مع حلقات الفلفل الحار والشطة الحارة وأكثر الوقت يكون الطعام سمكاً. قال: بعد الانتهاء من الطعام نستريح قليلاً ثم نذهب لنصلي العشاء والتراويح ونقعد كشباب جلسة سمر حتي السحور عند الفجر تأتي فرق الانشاد لتوقظ الناس للسحور وأهم الفرق الانشادية السودانية المعروفة "فرقة النوبة بالطبول" أو ما يعرف "بالمداح". أتمني ان مصرتظل بخير وتخرج من الكبوة وينصر الأمة الإسلامية وان نعيش نحن والإخوة السودانيون في محبة وتسامح وود ولا يعكر صفونا أي شيء.