يقول الكاتب الصحفي الإسرائيلي زئيف شيف (1932 - 2007) في كتابه "زلزال أكتوبر.. حرب يوم عيد الغفران": "لقد هزت حرب أكتوبر إسرائيل من القاعدة إلى القمة، وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوى وطفت على السطح أسئلة من نوع: «هل نعيش على دمارنا إلى الأبد، هل هناك احتمال للصمود فى حروب أخرى؟". في السادس من أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان، حققت مصر وسوريا انتصارًا عظيمًا على العدو الإسرائيلي، واستطاعت القوات المصرية أن تعبر قناة السويس وتدمر أسطورة خط بارليف الإسرائيلي الوهمية، وتدمر تحصينات الجيش الإسرائيلي بالضفة الشرقية للقناة، وذلك في ذكرى لا تُنسى، دونتها صفحات التاريخ بدماء الشهداء من الجنود المصريين، فأعادت الحرب لمصر كبرياءها وعزتها التي حاولت إسرائيل أن تزعزعه في 5 يونيه 1967، المعروفة بنكسة "67"، والتي كانت من تبعاتها احتلال إسرائيل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. يوافق اليوم الإثنين 5 يونيو (الذكرى ال50 لنكسة 1967)، و10 رمضان (الذكرى ال44 لحرب أكتوبر 1973)، في مفارقة تاريخية، اجتمع فيها النقيضان، النصر والهزيمة، وجبر جرح المصريين العميق بنصر 1973.