مسلسل "واحة الغروب".. هل يفرض التشابه بين أحداث ثورتي عرابي ويناير؟

رواية "واحة الغروب" الفائزة بجائزة بوكر للرواية العربية عام 2008، للكاتب بهاء طاهر، لا تختلف كثيرا عن محتوى الرواية الدرامية التي كتبتها مريم نعوم وهالة الزغندي، وذلك في أول ثلاث حلقات من مسلسل "واحة الغروب" للمخرجة كاملة أبو ذكري.
تدور أحداث المسلسل خلال نهاية القرن ال19، فبعد فشل الثورة العرابية، تقوم السلطات بنقل ضابط بوليس ذي الأفكار المؤيدة للثورة "خالد النبوي" إلى واحة سيوة في إجراء ظاهر لتكريمه وباطنه لإبعاده، وتصحبه زوجته الأيرلندية المهتمة بالآثار "منة شلبي"، ليصطدم الاثنان بالوضع الأمني، وحالة حرب بين أهالي الواحة.
وفِي الحلقة الثانية، يتم التحقيق مع الضباط المؤيدين لعرابي، بعد أن تم اعتباره خائناً من قبل الحكومة، في الرواية، سوف يخون الضابط محمود عبدالظاهر، "خالد النبوي" عرابي في التحقيقات، إلا أن نهاية الحلقة الأولى شهدت اعترافاً ذاتياً من محمود، بأنه لن يخون أبداً، فهل سيلتزم المسلسل بالرواية، أم سيحيد عنها في الحلقات المقبلة.
وقد أثارت الحلقة الأولى جدلاً واسعاً حول الرمزية التي حملها المسلسل لثورة يناير 2011، فقد حكى المسلسل فشل الثورة العرابية، وما تلاها من الاحتلال الإنجليزي على مصر، بطريقة تشبه أحداث يناير تماماً، ففي المسلسل كان الغضب الشعبي عارماً على عرابي وثورته ومؤيديه، مرجعين إليه سبب الخراب الذي حلَّ بالبلد، وهو يشبه ما حدث مع ثورة يناير.
في المسلسل، كان الضابط محمود عبدالظاهر "خالد النبوي"، وزميله طلعت "خالد كمال"، ينقلان الجرحى والمصابين جراء ضرب الأسطول الإنجليزي للإسكندرية، وأثناء ذلك كان يتعرض لنظرات استهزاء واستهانة من الشعب المصري، وكان ما يقوله بعضهم في اتجاه "ده اللي خدناه من عرابي والثورة"، و"أنتم اللي خربتوا البلد"، وفيما بعد ضبط محمود وطلعت مجموعة من البدو يسرقون المحلات التجارية، وهو أيضاً ما يشبه أحداثاً في يناير.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت الآراء بين من يرى هذه الرمزية تحاكي ثورة يناير، وتعبر عنها بصورة واقعية، خاصةً فيما يتعلق بردود الأفعال حولها، وآخرون يرون أنها سخرية من الثورة، والنتيجة التي أدت إليها.
مسلسل "واحة الغروب" من بطولة منة شلبي وخالد النبوي وأحمد مجدي وسيد رجب والأردنية ركين سعد واللبنانية كارول الحاج والفنانة القديرة رجاء حسين، ومن إنتاج العدل جروب.