استوقفتنى تصريحات للدكتور هشام عرفات، وزير النقل، قال فيها: إن تطوير شبكة السكك الحديدية يتطلب توفير 45 مليار جنيه، وأن تحويل الإشارات وحدها من يدوية إلى كهربائية يحتاج إلى 20 مليون جنيه، وهناك حاجة إلى 700 عربة قطار، كما أن جرار القطار يبلغ ثمنه 60 مليون جنيه، ومطلوب 200 جرار يبلغ ثمنها 12 مليار جنيه، ولابد أيضًا من تغيير القضبان، إذ أنه لم يتم تركيب قضبان جديدة منذ سنوات طويلة، وتثير هذه التصريحات أسئلة واستفسارات عديدة أبرزها ما يلى: ما فائدة الأسوار العالية المقامة على قواعد وأعمدة خرسانية بطول خطوط السكك الحديدية على امتداد البلاد؟.. لقد زرت محافظات عديدة، ولاحظت أن هذه الأسوار بلا جدوى حقيقية، وتتكلف مليارات الجنيهات كان من الممكن شراء عربات وجرارات حديثة بها. كل وزير جديد للنقل يعلن برنامجًا "طموحًا" لتطوير عناصر منظومة السكك الحديدية من حيث المحطات والمزلقانات والإشارات الكهربائية وعربات الركاب بدرجاتها المختلفة، وتمضي الأيام دون أن يحقق نتيجة ملموسة سوى بعض الإشارات الحديثة فى عدد من المزلقانات، ومع ذلك فإنها تتعطل فى أحيان كثيرة، ويستغرق اصلاحها عدة أسابيع! إن الأصول التى تملكها السكك الحديدية تقدر بالمليارات، ويجب استغلالها واستثمارها؛ بناء على دراسة جدوى تعدها بيوت الخبرة فى هذا المجال. تتعرض هيئة السكك الحديدية لخسائر جمة، ويرى المسئولون بها أن السبب يرجع إلى ثبات تعريفة نقل الركاب والبضائع على مدى سنوات طويلة، في الوقت الذي تزداد فيه مصروفات التشغيل سنويًا مع تحمل الهيئة أعباء التخفيضات الكبيرة لتعريفة الركوب الناتجة عن الاشتراكات. ومن هذا المنطلق، ومن واقع ما يحدث في هذا القطاع الحيوي، بات من الضروري وضع خطة من شقين: الأول عاجل بتحسين الخدمة، مع زيادة أسعار التذاكر بنسبة معقولة، والثاني آجل بتطوير المحطات وفقًا للأولويات، وليس بالطريقة التي تقام بها الأسوار حاليًا، فدائمًا يجب البدء بالأهم فالمهم فالأقل أهمية.