أكد الدكتور صفوت العالم، رئيس لجنة تقييم ومتابعة الأداء الإعلامى للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية لعام 2011/ 2012، أن اللجنة منذ بداية أعمالها سعت إلى الاستقلال فى كل ما يصدر عنها من تقارير، مشددًا على أن اللجنة الإعلامية كانت خلال متابعتها للأداء الإعلامى للانتخابات مستقلة ومحايدة بشكل تام. وأشار العالم، فى مؤتمر صحفى عقد بمقر ماسبيرو، إلى أن التقرير انتهى إلى عدة نقاط أساسية فى التقييم تمثلت فى تقييم الإعلانات الإذاعية والتليفزيونية فى الحملة الانتخابية، وتقييم للمدد الزمنية المخصصة لقيادات الأحزاب والبرامج التليفزيونية، سواء فى التليفزيون المصرى أو الفضائيات الخاصة. وذكر أن التقرير تضمن تقييمًا لأداء المراسلين خلال تغطيتهم للعملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن من الملاحظات التى تضمنها التقرير تركيز الكاميرا على اللافتات والملصقات الخاصة ببعض المرشحين، إضافة إلى التحيز فى اختيار ضيوف البرامج من المرشحين أو قيادات الأحزاب السياسية المختلفة مع توجيه الدعاية المضادة للمرشحين ومنافسيهم. كما اعتبر التقرير وفقًا لما ذكره العالم أنه جرت عملية توظيف من قبل بعض الفضائيات لتوظيف الفتاوى فى القنوات الفضائية الدينية "كقناة الناس والرحمة والحكمة" لتدعيم اتجاهات مرشحى الأحزاب الدينية والمرشحين ذوى الميول الإسلامية فى الوقت، الذى تقوم فيه بمهاجمة ذوى الاتجاهات غير الدينية من الأحزاب والمرشحين واتهامهم بالفساد والانحلال حيث أشارت إلى ضرورة اختيار المرشح المسلم وتطبيق شرع الله. ورأت اللجنة فى هذا السياق قيام تلك القنوات باستضافة العديد من الشيوخ الذين اتسم خطابهم بالتحيز وعدم التوازن فى دعم مرشحى التيارات الإسلامية المختلة مع إذاعة الأغانى الدينية التى تحث المشاهدين على اختيار المرشح المسلم فقط. وأكدت اللجنة فى تقريرها، مخالفة الفضائيات الخاصة المعايير المهنية مثل قناة "الحياة" التى كانت تدعم حزب الوفد خلال انتخابات المرحلة الأولى، وخاصة فى برنامج "الحياة الان" كما اهتمت قناة " سى بى سى " بدور المرأة فى الانتخابات وخصصت حلقة خاصة لتقديم المرشحات والمشاركة الإيجابية للمرأة والذى اعتبرته اللجنة أداءً إيجابيًا فى التغطية الإعلامية رغم مخالفتها لبعض المعايير الأخرى. وأشار التقرير إلى ما قامت به قناة الفراعين لحث الناخب على التصويت لصالح حزب مصر القومى واختراقها لحالة الصمت التى قررتها اللجنة " فترة توقف الدعاية الانتخابية وهو نفس ما قامت به قناة "أون تى فى" لدعم الكتلة المصرية وحزب المصريين الأحرار وأيضا برنامج 90 دقيقة على قناة المحور الذى أثار جدلًا تمثل فى استضافة مرشحة محجة وأخرى يسارية متبرجة للحديث عن تأثير مظهر السيدة المرشحة فى العملية الانتخابية مما يمثل خرقًا لفترة الصمت. وفيما يتعلق بتغطية التليفزيون المصرى، أشادت اللجنة بالفضائية المصرية باعتبارها الأفضل فى التغطية، خاصة المتعلقة بالمرأة سواء فى تقاريرها أو فى ضيوفها فى الأستديو. ورأت اللجنة أن من أبرز الانحرافات فى التغطية التى قدمتها القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية تأثيرًا على الرأى العام، استضافة بعض الشخصيات المرشحة على أنهم خبراء فى السياسة والإعلام وتمرير بعض المواقف الداعمة لعدد من المرشحين بعينهم. كما انتقدت اللجنة فى تقريرها القناة الثانية لقيامها بإعلان نتائج الانتخابات قبل الإعلان الرسمى عنها بيومين. كما تخطت القناة الأولى المصرية فترة الصمت باستضافتها رئيس حزب الغد. كما تخطت قناة "النيل لايف" كل المحاذير الإعلامية وقامت بتوجية الدعاية الانتخابية المضادة لمرشحى الإخوان المسلمين ووصول الليبراليين للحكم. وفيما يتعلق بمدى الالتزام بالحد الاقصى للانفاق على الدعاية الانتخابية رات اللجنة أن كل المرشحين تجاوزوا الحد الأقصى والمقدر ب 500 ألف جنيه للمرشح الفردى وأربعة ملايين جنيه للقوائم، حيث أوصت بأهمية توفير آلية محددة للضبط وتحديد حجم الانفاق المالى للعملية الانتخابية. ودعت إلى ضرورة تحديد وتكوين لجان فرعية تابعة للجنة القضائية العليا للانتخابات فى المدن والمحافظات والدوائر الانتخابية. وحول تقييم الإعلانات الإذاعية والتليفزيونية فى الحملة الانتخابية، أشارت اللجنة فى تقييمها لعدد 38 إعلانا تمت إذاعة وبث 29 إعلانًا إذاعيًا وتليفزيونيًا للعديد من الأحزاب والمرشحين والائتلافات السياسية فيما لم توافق اللجنة على بث وإذاعة 9 إعلانات للعديد من الإعلانات لمخالفتها القواعد والقيم والاخلاقية والإعلامية. يشار إلى أن لجنة التقييم الإعلامى تضم نخبة من أبرز الإعلاميين وأساتذة الإعلام والخبراء من بينهم المفكر سيد ياسين، وفهمى عمر، وسناء منصور.