أكد د.صفوت العالم رئيس لجنة تقييم ومتابعة الأداء الإعلامى للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية لعام 2011 2012 أن اللجنة منذ بداية أعمالها سعت الى الاستقلال فى كل ما يصدر عنها من تقارير مشددا على أنها كانت خلال متابعتها للأداء الاعلامى للانتخابات مستقلة ومحايدة بشكل تام . وانتقدت اللجنة فى تقريرها وفقا لما ذكره العالم ان استوديو 27 استضاف الفنان نور الشريف والشاعر مدحت العدل وقام كلاهما بتوجيه الشكر إلى جماعة الاخوان المسلمين ودورها فى المجتمع المصرى ولم ينتبه المذيعان إلى أن هذه الشهادة تمثل نوعا من الدعاية الانتخابية والتأثير على الرأى العام . واشار العالم فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بمقر ماسبيرو الى ان التقرير انتهى الى عدة نقاط أساسية فى التقييم تمثلت فى تقييم الاعلانات الاذاعية والتليفزيونية فى الحملة الانتخابية وتقييم للمدد الزمنية المخصصة لقيادات الاحزاب مع تقييم البرامج التليفزيونية سواء فى التليفزيون المصرى أو الفضائيات الخاصة. وذكر أن التقرير تضمن تقييما لأداء المراسلين خلال تغطيتهم للعملية الانتخابية، مشيرا إلى أن من الملاحظات التى تضمنها التقرير تركيز الكاميرا على اللافتات والملصقات الخاصة ببعض المرشحين اضافة الى التحيز فى اختيار ضيوف البرامج من المرشحين او قيادات الاحزاب السياسية المختلفة مع توجيه الدعاية المضادة للمرشحين ومنافسيهم . كما اعتبر التقرير وفقا لما ذكره العالم أنه جرى عملية توظيف من قبل بعض الفضائيات لتوظيف الفتاوى ذات الوازع الدينى فى القنوات الفضائية الدينية "كقناة الناس والرحمة والحكمة" لتدعيم اتجاهات مرشحى الاحزاب الدينية والمرشحين ذات الميول الاسلامية فى الوقت الذى تقوم فيه بمهاجمة ذوى الاتجاهات غير الدينية من الاحزاب والمرشحين واتهامهم بالفساد والانحلال حيث اشارت الى ضرورة اختيار المرشح المسلم وتطبيق شرع الله. ورأت اللجنة فى هذا السياق قيام تلك القنوات باستضافة العديد من الشيوخ والتى اتسمت خطاباتهم بالتحيز وعدم التوازن فى دعم مرشحى التيارات الاسلامية المختلة مع إذاعة الاغانى الدينية التى تحث المشاهدين على اختيار المرشح المسلم فقط . وأكدت اللجنة فى تقريرها على مخالفة الفضائيات الخاصة للمعايير المهنية مثل قناة الحياة التى كانت تدعم حزب الوفد خلال انتخابات المرحلة الاولى خاصة فى برنامج الحياة الآن كما اهتمت قناة "سى بى سى" بدور المرأة فى الانتخابات وخصصت حلقة خاصة لتقديم المرشحات والمشاركة الايجابية للمرأة والذى اعتبرته اللجنة أداء إيجابيات فى التغطية الاعلامية رغم مخالفتها لبعض المعايير الاخرى . واشار التقرير الى ما قامت به قناة الفراعين لحث الناخب على التوصيت لصالح حزب مصر القوى واختراقها لحالة الصمت التى قررتها اللجنة خلال فترة توقف الداعية الانتخابية وهو نفس ما قامت به قناة "اون تى فى" لدعم الكتلة المصرية وحزب المصريين الاحرار، وايضا برنامج 90 دقيقة على قناة "المحور" الذى أثار جدلا بعد حلقته التى تمثلت فى استضافة مرشحة محجبة واخرى يسارية متبرجة للحديث عن تأثير مظهر السيدة المرشحة فى العملية الانتخابية مما يمثل خرقا لفترة الصمت . وفيما يتعلق بتغطية التليفزيون المصرى اشادت اللجنة بالفضائية المصرية باعتبارها الافضل فى التغطية خاصة المتعلقة بالمرأة سواء فى تقاريرها أو فى ضويفها فى الاستوديو . ورأت اللجنة أن من أبرز الانحرافات فى التغطية التى قدمتها القنوات التليفزيونية والمحطات الاذاعية تأثيرها على الرأى العام من خلال استضافة بعض الشخصيات المرشحة على انها خبراء فى السياسة والاعلام وتمرير بعض المواقف الداعمة لعدد من المرشحين بعينهم كما انتقدت اللجنة فى تقريرها القناة الثانية اعلان نتائج الانتخابات قبل الاعلان الرسمى عنها بيومين . كما تخطت القناة الاولى المصرية فترة الصمت واستضافت رئيس حزب الغد، كما تخطت قناة النيل لايف كافة المحاذير الاعلامية وقامت بتوجيه الدعاية الانتخابية المضادة لمرشحى الاخوان المسلمين ووصول الليبراليين للحكم. وفيما يتعلق بمدى الالتزام بالحد الاقصى للإنفاق على الدعاية الانتخابية رأت اللجنة ان كافة المرشحين تجاوزوا الحد الاقصى والمقدر ب500 الف جنيه للمرشح الفردى واربعة ملايين جنيه للقوائم حيث أوصت بأهمية توفير آلية محددة للضبط وتحديد حجم الانفاق المالى للعملية الانتخابية . كما دعت الى ضرورة تحديد وتكوين لجان فرعية تابعة للجنة القضائية العليا للانتخابات فى المدن والمحافظات والدوائر الانتخابية . وحول تقييم الاعلانات الاذاعية والتليفزيونية فى الحملة الانتخابية اشارت اللجنة فى تقييمها لعدد 38 إعلانا تمت إذاعة وبث 29 اعلانا اذاعيا وتليفزيونيا للعديد من الاحزاب والمرشحين والائتلافات السياسية فيما لم توافق اللجنة على بث واذاعة 9 اعلانات للعديد من الاعلانات لمخالفتها القواعد والقيم الاخلاقية والاعلامية .