أشادت الصحف القطرية في افتتاحياتها الصادرة اليوم بالتحول الديمقراطي الذي شهدته مصر أمس بتحقيق أهم مطالب ثورة 25 يناير بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وإقامة مؤسسات الحكم المدني والالتزام القاطع بمطالب الشعب في التغيير بعد الإطاحة بالنظام السابق. ونبهت الصحف بأن الإقبال الكثيف الذي شهدته المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية يكشف عن التعطش الشعبي لممارسة الحق الديمقراطي واختيار ممثلي الشعب في البرلمان في انتخابات حقيقية ونزيهة وشفافة.. داعية الناخب المصري الى اغتنام تلك الفرصة الذهبية للتعبير عن رأيه بكل حرية وشفافية. وتحت عنوان (مصر .. تحول ديمقراطي)، اعتبرت صحيفة الشرق الانتخابات وماشهدته من إقبال غير مسبوق خطوة محورية ستزيد من ثقة المجتمع الدولي في عملية التحول الديمقراطي خاصة أنها تجري تحت إشراف القضاة ومراقبة منظمات غير حكومية. وقالت الصحيفة "هذا المشهد من الإقبال الكبير يشكل ملمحًا آخر من الثورة المصرية وتكريسًا للنهج السلمي الديمقراطي ونقل السلطة الى مؤسسات حكم مدنية منتخبة ديمقراطية.. حيث تساوى الجميع في ممارسة هذا الحق الديمقراطي". وأشارت إلى أن المواطن العادي ورموزا سياسية ومرشحين محتملين إلى الرئاسة جمعتهم طوابير الاقتراع وتمسكوا بحق الاقتراع بعد أن شعروا لأول مرة بأنهم يمتلكون إرادتهم التي كانت نهبا للتزييف من النظام البائد.. وقالت إن هذا التمرين الديمقراطي سيكون امرا حيويا بالنسبة للمنطقة ككل ويعيد الى مصر حيويتها وقوتها وريادتها بعد ان تقزم دورها في عهد الرئيس السابق. واختتمت الشرق افتتاحيتها بالقول متى ما كان القلب قويا تعافت الامة العربية.. وسيكون العالم شاهدًا على هذا التحول، والتحدي هو إنجاز انتخابات نموذجية وحرة وشفافة خالية من العنف وبناء حكم يستند إلى دولة القانون وحكم الشعب. من ناحيتها رأت صحيفة الراية القطرية أن الانتخابات البرلمانية في مصر تشكل مخرجا حقيقيا من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد ولاتزال، كما تعد الخطوة الأولى على طريق نقل الحكم من المجلس العسكري الممسك بالسلطة في المرحلة الانتقالية إلى مؤسسات منتخبة ديمقراطيا. وأشارت إلى المشاركة الكثيفة للناخبين المصريين في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وقالت ان المواطن المصري الذي سارع للإدلاء بصوته أدرك أنه سيكون لصوته قيمة حقيقية وأنه هو من يحدد هوية البرلمان المقبل على العكس مما كان يجري في السابق حيث كانت نتائج أي انتخابات محسومة سلفا لصالح الحزب الحاكم. واعتبرت الصحيفة الانتخابات البرلمانية هي بداية الانتقال الحقيقي إلى الدولة المدنية الديمقراطية، وان اجراء هذه الانتخابات يمثل بداية تحقيق مطالب ثورة 25 يناير، ثورة الشباب المصري المطالب بالحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات والقانون. وشددت الراية في ختام افتتاحيتها، أن الناخب المصري أمامه فرصة ذهبية للتعبير عن رأيه بكل حرية وشفافية واختيار ممثله في البرلمان الذي يستطيع أن يحاسبه على أدائه وعلى التزامه ببرنامجه الانتخابي الذي فاز بموجبه وما يجب أن يدركه أيضا أنه لا يمكن القضاء على ثلاثين عاما من الديكتاتورية والاستبداد والفساد بجرة قلم وأن المسئولية الوطنية تقع عليه من أجل التغيير الذي يبدأ من صندوق الاقتراع.. مؤكدة ان الطريق نحو بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية في مصر ما زال طويلا لكن يمكن القول إن قطار التغيير قد غادر محطته الأولى. وبدورها قالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها ان الاقبال المصري الكثيف الذي شهدته لجان الاقتراع في اولى مراحل انتخابات مجلس الشعب المصرى أمس في تسع محافظات جاء ليبشر بمعطيات جديدة في الحياة السياسية المصرية ودور الشارع بمختلف أطيافه ومشاربه وتكويناته وأحزابه فيها. ونوهت الصحيفة الى انه بعد فائض من المظاهرات الاحتجاجية تتولد الان رغبة وطنية صادقة ترنو إلى لجم الفوضى والتطلع إلى استكمال بناء مؤسسات الدولة. واعتبرت هذه الانتخابات التي عقدت في موعدها أمس، هي إحدى ثمار الثورة المصرية، وقالت إنها انتخابات جاءت عكسا لسابقاتها، والتي تسبب افتقارها إلى الشرعية في عزوف شعبي واسع عن المشاركة الانتخابية مما أدى إلى تشكل حزب واسع وكبير في إشارة منها إلى الحزب الحاكم. وترى الصحيفة في ختام افتتاحياتها أن "المشهد المصري بمضامينه يغري شعوبًا عربية أخرى بمواصلة انتفاضاتها لتسترد استحقاقاتها في ديمقراطية لم تعهدها وحرمت طويلًا منها".