يأمل الشاب الفلسطيني "مروان " الذي يسكن وسط مدينة غزة في أن ينجح اللقاء المرتقب بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والمقرر غدا الخميس بالقاهرة في لم الشمل الفلسطيني وإنهاء صفحة الانقسام وإلغاء التصنيفات مابين "حمساوى" و "فتحاوى" والتي أحدثت شرخا داخل الأسرة الواحدة. وأوضح مروان "21 عاما" أن أسرته التي تعمل جميعها بالسياسة أضيرت جراء هذا الانقسام والتصنيفات الفصائلية ، فهو مستقل من حركة الشباب التي تنادي بالوحدة الفلسطينية بينما عمه الناشط في حركة حماس لايتحدث مع أبيه صاحب التاريخ الطويل في حركة فتح . لذلك يأمل الفلسطينيون في الداخل والشتات أن ينجح هذا اللقاء في طي صفحة الخلاف التي دامت أكثر من خمس سنوات وفرقت بخلاف الحواجز الإسرائيلية بين الأهل في الضفة والقطاع . في الوقت نفسه يسود تفاؤل حذر على مستوى الفصائل الفلسطينية لنتائج اللقاء نظرا لما أحدثه الانقسام من تراكمات يصعب محوها حسب قولهم خاصة مع الدماء التي أريقت فترة الصدام المسلح بين فتح وحماس في غزة عام 2007 . ورأى الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس وزراء حكومة حماس غزة أن نجاح لقاء عباس مشعل "ممكن" لكنه غير مؤكد ، موضحا ان المصالحة في ضوء اللقاءات التي تمت بين حماس وفتح ومهدت للقاء كانت أشبه بعملية شد الحبل بين جهات تشدها نحو الإيجابية يتم من خلالها تحقيق المصالحة والشراكة، وبين جهات خارجية تشدها نحو السلبية وعدم تطبيق المشاركة السياسية بين فتح وحماس. وأشار في هذا الصدد إلى ضغوط من أمريكا بخلاف إسرائيل التي أعلنت أنها ستقطع العلاقة مع السلطة إذا ماشكلت حكومة وحدة وطنية دون أن تعترف هذه الحكومة المشكلة بإسرائيل وشروط الرباعية الدولية. وتمنى رزقة نجاح اللقاء لحاجة الطرفين إلى ذلك وتحقيق الشراكة والقفز عن التدخلات الأمريكية الإسرائيلية ماليا وسياسيا لافتا إلى أنه إذا توفرت هذه الإرادة فمن الممكن الحديث عن حالة اختراق لحالة الجمود الحالية ، لافتا إلى أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية توجب على الطرفين إنجاح اللقاء. وطالب أمين سر لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية الدكتور إياد السراج حماس بالدخول إلى قيادة منظمة التحرير ولو بممثل واحد ، ورأى أن المماطلة في دخولها كانت أحد أهم أسباب الانقسام . وقال .. " سواء اتفقت حماس وفتح في لقاء الغد فإننا نطالبهم أن يحترموا عقولنا وان يصارحوا شعبهم بالحقيقة وان يتوقف السجال الإعلامي الهابط ". وأضاف .. " ننصحهم قبل أن يفقد الشعب الفلسطيني ثقته تماما بأن يحترموا حرية هذا الشعب وحقه في التفكير والاختلاف والتعبير دون اضطهاد أو تحقير أو اعتقال وملاحقه وعليهم أن ينظروا إلى العالم العربي ، وكيف ثار الناس من أجل كرامتهم وحريتهم .. متسائلا .. "هل من المعقول إننا بقرار فلسطيني لا نقرأ الجرائد الفلسطينية ويحرم الناس من جوازات السفر والعلاج ؟" وتحظر سلطات حماس دخول الصحف الفلسطينية المعروفة وهى القدس والأيام والحياة الجديدة إلى القطاع كما أغلقت مكاتبها بعد سيطرتها على القطاع في عام 2007. وقال أحد كوادر حركة فتح بغزة - طلب عدم ذكر اسمه - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط انه على المستوى الشخصي تأثر سلبا من الخلاف بين الحركتين ، وأوضح انه كان يعيش ويعمل في رام الله ، وعند زيارته لأهلة بغزة قبل ثلاث سنوات منعته سلطات حماس من العودة مرة أخرى إلى الضفة. وتتهم حركة حماس بشكل يومي سلطات الأمن في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقال أنصارها وكوادرها في مختلف أنحاء الضفة وتضع ملف وقف الاعتقال السياسي على أولوية لقاء مشعل وابومازن. وقال المواطن الفلسطيني لورانس مسحل لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله إننا نأمل إتمام المصالحة بشكل جدى وليس كما ظهر فى الأيام السابقة ..وأن ترجع غزة إلى حضن الشرعية. وأكد مسحل أن الرئيس أبومازن جاد فى تشكيل حكومة وحدة وطنية ، والمنتظر من حماس الموافقة على هذه الحكومة وألا تقف عقبة على طريق مصلحة الشعب الفلسطيني. وأفاد بأنه ستنطلق بعد ظهر غد الخميس من ميدان المنارة باتجاه ميدان ياسر عرفات مسيرة لدعم المصالحة ينظمها الحراك الشبابي واتحاد شباب فلسطين والقوى الوطنية وبمشاركة الأسرى المحررين تحت عنوان (وثيقة الأسرى ). من جهته ، قال أشرف نظامى "سائق" فى رام الله إن الوحدة الوطنية والمصالحة باتت ضرورية فى هذا التوقيت الحرج..كما أن تآخى وتآلف القلوب وإزالة الغيمة السوداء مهمة جدا للم شملنا". وأضاف نظامي .. " اننا نترقب للقاء الغد ، خاصة وأننا فى حاجة لهذه المصالحة وإنهاء الانقسام حتى نذهب موحدين لنيل مطالبنا التى أقرتها الشرعية الدولية .. كفانا انقساما لأنه ضد مصلحتنا الوطنية ". وأعرب الأمين العام لحزب الشعب الفلسطينى بسام الصالحى عن أمله فى أن يتم الاتفاق على تعزيز الوجهة السياسية القائمة على تغيير قواعد العمل السياسى ومتابعة العمل على الساحة الدولية وفى الأمم المتحدى ومجلس الأمن الدولى وكذلك سحب أية ذرائع تستخدمها إسرائيل وغيرها لخلق الانقسام من أجل التشكيك فى مشروع الدولة. وتوقع الصالحى أن يتم الاتفاق بين أبومازن ومشعل على تأكيد الذهاب إلى إجراء الانتخابات فى الموعد المتفق عليه فى القاهرة والتقدم نحو تشكيل حكومة وتنفيذ بقية البنود وأن يكون هناك لقاء سريع لكافة القوى. وعما إذا كانت مصر قد وجهت دعوات للحزب للقاء موسع بين الفصائل الفلسطينية ، قال أمين عام حزب الشعب الفلسطينى "حتى الآن لا توجد دعوات لكن المهم أن يكون هناك ضمان بنجاح أى لقاءات ويجب مراعاة ألا يكون هناك إحباط يؤثر سلبا على الشارع الفلسطينى وأن يكون سقف التوقعات مقبولا له.