ذكر تقرير سنوي اليوم الأربعاء أن زيادة استخدام الألغام الأرضية في الشرق الأوسط هذا العام لوث الصورة الإيجابية في التحرك العالمي نحو حظر هذا السلاح. وجاء في تقرير رصد الالغام الأرضية لعام 2011 إن السلطات في إسرائيل وليبيا وسوريا زرعت ألغاما أرضية جديدة هذا العام بينما في ميانمار مازالت الحكومة وقوات المتمردين تواصلان القيام بذلك. وتعد ميانمار البلد الوحيد في العالم الذي زرع ألغاما جديدة في عام 2010 . وأضاف التقرير أن الصراعات في الشرق الأوسط أدت إلى حدوث أكبر زيادة في استخدام الألغام الارضية منذ عام 2004 . وقالت ميري ويرهام من منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية التي شاركت في إعداد التقرير "نعتقد أن الالاف إن لم يكن عشرات الآلاف من الألغام زرعت من قبل قوات (الزعيم القتيل معمر) القذافي الامر الذي سيسبب مشكلات ضخمة في السنوات المقبلة في ليبيا". وأضافت أن قوات الثوار تعهدت على الاقل بعدم استخدام مخزون الألغام الارضية التي استعادتها من النظام. وكانت إسرائيل قد أعادت أوائل هذا العام زرع حقول الالغام على طول مرتفعات الجولان ردا على المظاهرات. وقالت ويرهام "نشعر بإحباط شديد جراء ذلك. إنها أول ألغام جديدة تستخدمها إسرائيل منذ أكثر من عقد من الزمن". وطبقا لتقارير أخيرة زرعت سوريا أيضا ألغاما أرضية على طول حدودها مع لبنان لمنع المدنيين من الفرار من البلاد وفقا لما ذكرته ويرهام. لكن نظرة الفريق لرد الفعل الدولي كان إيجابيا للغاية. وقالت ويرهام "عندما استخدمت الالغام الارضية في ليبيا وإسرائيل وسوريا تعرض ذلك لإدانة واسعة النطاق من قبل الحكومات التي انضمت إلى الاتفاقية" في إشارة إلى معاهدة حظر الالغام التي أبرمت في سبتمبر 1997 . ويبلغ عدد الدول الاعضاء الموقعة على تلك المعاهدة الآن حوالي 158 وتمنع استخدام الالغام المضادة للافراد وتقضي بإزالتها ومساعدة الناجين. وانضمت دولتان جديدتان هما توفالو وجنوب السودان إلى المعاهدة هذا العام ومن المتوقع أن تعلن فنلندا وبولندا عن موعد انضمامهما إلى الاجتماع الحادي عشر للدول الاعضاء والذي يعقد في بنوم بنه اعتبارا من الاثنين المقبل. وهناك 39 حكومة فقط لم توقع على المعاهدة من بينها حكومات الصين وروسيا والولاياتالمتحدة. وتراجع الولاياتالمتحدة سياستها تجاه الانضمام إلى المعاهدة. وعلى الرغم من عدم انضمام واشنطن إلى المعاهدة إلا أنها ساهمت ب130 مليون دولار لمشروعات إزالة الالغام في عام 2010 أي أكثر من ربع التبرعات الدولية الخاصة بدعم الانشطة المضادة للالغام والتي بلغت قيمتها 480 مليون دولار في شكل تبرعات دولية شملت 57 دولة العام الماضي. وذكر التقرير أنه إلى جانب التمويل الذي تساهم به الحكومات المحلية والوطنية جرى إنفاق 637 مليون دولار على تطهير الالغام ومساعدة الضحايا وتدمير المخزون في عام 2010 . وكان العام الماضي قد شهد رقما قياسيا من الألغام بلغ 388 ألف لغم أرضي وجرى إزالة 27 ألف لغم مضاد للمركبات في أراض بلغت مساحتها 200 كيلومتر مربع في البلدان المتضررة.