يقام صالون الشباب في دورته الثانية والعشرين في ظروف جديدة، تتمتع بحرية التعبير أكثر من دوراته الماضية، إذ ألقت ثورة يناير بظلالها عليه كما فعلت في كل أنحاء مصر. واجه صالون هذا العام بعض العقبات التي جعلته يتأجل عن موعده السنوي بأكثر من ستة أشهر نظرا لزيادة أجواء التطوير والتغيير السائد في المؤسسات الثقاية، وأيضاً اعتذار أعضاء لجان التحكيم هذا العام عن استكمال مهمتم، التي إسندت للجنة تحكيم أخرى. ورصدت "بوابة الأهرام" ملامح الدورة ال22 للصالون من خلال نخبة من الفنانين والمساهمين في مستقبل الحركة التشكيلية المصرية. قال د.حمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين وأستاذ قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة إن الصالون هذا العام أعطاه شحنة من التفأول بسبب كثرة الأعمال المشاركة رغم التحديات المحيطة بالصالون هذا العام، مما يدعو للطمأنينة على مستقبل الفن المتمثل في الشباب الواعد "ترمومتر" هذا المجتمع ولسان حاله وأيضا علي دور الفنون وتفاعلها مع المجتمع وهذا هو النجاح الفعلي لتلك الأنشطة الجماهيرية الكبرى وما كنا نفتقده بالماضي. وأكد د. رضا عبد السلام رئيس لجنة التحكيم إعتزازه بقوة الشباب وحرية الأفكار التي أبدعوها، لافتا إلى أنه شارك بدورات متعددة لصالون الشباب أما هذا العام، فقد تفاجأ الجميع من ارتفاع المستويين الكمي والكيفي معاً لتصعب مهمة التحكيم علينا جميعاً، إذ وصلت الأعداد المقدمة لأكثر من 700 عمل من فروع الفنون المختلفة ليصل العدد إلي255 بعد الفرز والتدقيق طبقاً لمعايير جاء علي رأسها إرثاء المباديء والقيم التشكيلية، بالإضافة للأفكار الخلاقة التي تحرك العقول وتدعو للمشاركة الفعالة والتواصل مع كل فئات المجتمع، فصالون هذا العام بمثابة الشمعة المضيئة في نفق مظلم. ومن جانبه، قال الناقد التشكيلي والفنان صلاح بيصار المشهد التشكيلي رائع من خلال صالون هذا العام إلا أن مستوى الأعمال يتذبذب بين شديدة التقنيات والأفكار المستحدثة بشكل ومضمون يبهرك، بل ويجعلك تتواصل معه تلقائيا حيث يمكن للجمهور العادي الإنجذاب والتعامل مع بعض الأعمال المعروضة وهو دور متميز للفنون خاصة داخل بلادنا التي حرمت لأجيال من تذوق تلك اللغات الجمالية والتعبيرية خاصة في إطار الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة ودعمها بالفنون. وعلى الجانب الآخر، فهناك بعض الأعمال الضعيفة لكنها كانت صادمة لكل توقعاتنا من حيث المضمون والجرأة في طرحها. ويضيف بيصار أنه وجد العديد من الأعمال التي مزجت الفنون بالسياسة بشكل طبيعي وغير مفتعل لتعبر عن الشعب المصري وأحلامه القادمة من داخل أشهر الفاعليات الفنية والثقافية بمصر والعالم العربي.