لم تكد الشرطة البريطانية تلملم آثار " معركة ميلبانك" حتى صعدت الحكومة تحديها ل" حركة " الطلبة الغاضبين. حصيلة المعركة التى اصطدم فيها آلاف الطلبة ، المحتجين على خطة الحكومة رفع رسوم الدراسة الجامعية ، مع قوات الشرطة البريطانية هى القبض على 35 شخصا وإصابة 12 بينهم 3 من رجال الشرطة. وكان عشرات الآلاف من الطلبة والاكاديميين قد تدافعوا للتظاهر حول مبنى ميلبانك الشاهق ، القريب من البرلمان ويقع فيه مقر حزب المحافظين الشريك الأكبر في الحكومة الائتلافية ، احتجاجا على خطة الحكومة رفع الرسوم الدراسية إلى 9 آلاف جنيه استرليني سنويا. وقد شهدت المظاهرة صدامات عنيفة مع رجال الشرطة التي لم تكن على استعداد لمواجهة كل الاحتمالات. واعتدى الطلبة المتظاهرون على ميلبانك واقتحموا مقر حزب المحافظين وحطموا بعض النوافذ. ومن العاصمة الكوريةالجنوبية سيول ، حيث تعقد قمة العشرين، جاء رد فعل ديفيد كاميرون زعيم المحافظين ورئيس الوزراء متحديا. وأكد بوضوح أنه" لن يتخلى " عن خطة ما وصفه بإصلاح نظام رسوم الدراسة التي تسمح للمؤسسات التعليمية الجامعية. واعتبر أن الخطة التي من المقرر أن تنفذ بداية من عام 2012 " أكثر تقدمية من النظام الحالي". وقال كاميرون إن ماحدث في وسط لندن "غير مقبول" . وأشاد بما وصفه بشجاعة ضباط الشرطة الذين حاولوا السيطرة على الطلبة الغاضبين. ووفق الخطة المقترحة ، فإنه يحق للجامعات أن ترفع الحد الأقصى للرسوم المفروضة على الطلبة للدراسة بالجامعة من 6 آلاف جنيه استرليني إلى 9 آلاف جنيه استرليني سنويا. كان حزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في الحكومة ، ولايزال ، الهدف الرئيسي لغضب الطلبة المتظاهرين. فزعيمه وقع شخصيا تعهدا ، خلال حملة الانتخابات التي أجريت في شهر مايو الماضي ، بالتصدي لآي محاولة لرفع رسوم التعليم الجامعي. واستنكر المتظاهرون بشدة تأييد زعيم الحزب نيك كليج لخطة الزيادة. وهدد قادتهم بالسعي من خلال البرلمان لاسقاط عضوية نواب الحزب الذين فازوا بأصوات الطلبة بعد وعدهم برفض أي زيادة في الرسوم. غير أن رد كليج جاء معتذرا ومتحديا أيضا. فقال "كان يجب أن أكون أكثر حذر عندما تعهدت بمعارضة أي زيادة في رسوم التعليم الجامعي". وفي مقابلة مع شبكة آي تي في البريطاني ، اضاف كليج " كنت أعتقد في حينها أنه بمقدوري أن أعترض على رفع الرسوم". وأقر بأنه كان لابد من تنازلات ومساومات جزء من اتفاق الاتئلاف مع حزب المحافظين. كان المحافظون قد حققوا أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات . غير أنها لم تكف لتحقيق الأغلبية البرلمانية اللازمة كي يشكل حزبهم الحكومة منفردا. وأدت المفاوضات إلى تشكيل حكومة ائتلافية بين مع الديمقراطيين الأحرار. وأوضح كليج أنه" في السياسة كما في الحياة ،هناك أوقات لا يمكنك فيها أن تفعل ما تود أن تفعل". ورغم اقراره بخطأ التعهد بالتصدي لرفع الرسوم الدراسية ، قال كليج أن الخطة المزمع تطبيقها برفع الرسوم أفضل من نظام الرسوم الحالي . وأعرب عن اعتقاده بأن الخطة سوف تساعد أجيالا من الأطفال الفقراء الأذكياء في دخول الجامعات. من ناحيته ، أدان إيرون بورتر رئيس اتحاد طلبة بريطانيا العنف خلال المظاهرة . وقال " إن العنف افقد الطلبة الكثير من تعاطف الرأي العام". وأضاف أن الحديث عما حدث " سوف يضعف حجتنا أكثر ما يمكننا من التركيز على الدمار الذي سيلحق بجامعاتنا". أما الشرطة فقد فتحت على الفور تحقيقا في ملابسات " معركة ميلبانك" . وقال سير بول ستفينسن مفوض الشرطة في بيان رسمي "كان يجب على الشرطة أن تتوقع مستوى العنف الذي حدث". وأضاف " ما حدث ليس مقبولا وهو أمر محرج للندن ولنا جميعا".