أعلن تحالف "الكتلة المصرية" مساء أمس الثلاثاء، فى مؤتمر صحفى، إطلاق حملته الانتخابية للانتخابات البرلمانية 2011-2012، تحت شعار "مع بعضنا هنجيب حقنا"، بعد تصويت أغلبية ممثلى الكتلة المصرية فى الانتخابات القادمة لصالح هذا الشعار، مقابل شعارى "الفرصة الحقيقية"، و"من غير شعارات"، فى تقليد جديد اتبعته الكتلة لأول مرة بالسماح لأعضائها بالمفاضلة واختيار الشعار الذى يمثلهم فى الانتخابات القادمة. تضم الكتلة حتى الآن أحزاب: المصريين الأحرار، والتجمع، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، وحضر مؤتمر إطلاق الحملة الانتخابية رؤساء أحزاب الكتلة الدكتور محمد أبو الغار، والدكتور رفعت السعيد، والدكتور هانى سرى الدين، بالإضافة إلى مرشحى مجلس الشعب –قائمة وفردى- ومنسقى المحافظات وأعضاء المكتب التنفيذى للكتلة. أدار المؤتمر محمد غنيم، وتخلله كلمات لمرشحى الكتلة من مختلف المحافظات بالإضافة إلى لفيف من القيادات السياسية فى أحزاب الكتلة مثل سيد عبدالعال أمين عام حزب التجمع الوطنى التقدمى، والدكتور إيهاب الخراط عضو المكتب التنفيذى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، والدكتور أحمد سعيد، والمهندس باسل عادل عضوا المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار، والدكتور محمد عادل عضو المكتب السياسي للحزب، والدكتور عماد جاد عضو المكتب السياسي للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ونبيل زكى القيادى بحزب التجمع. وأكد محمد رؤوف غنيم، منسق عام اللجنة التنفيذية بالكتلة المصرية، أن الكتلة هى أول من تقدم بطلب للحصول على رمز "العلم"، وتتمسك بالحصول عليه كرمز انتخابي لها، موضحا أن حملتها الانتخابية ستكون على أربعة محاور تلتزم بالتاريخ المسموح به من قبل اللجنة العليا للانتخابات، وستتضمن حملة إعلامية، وحملة إعلانية، وحملة جماهيرية، وحملة إلكترونية، لمخاطبة نسبة كبيرة من الشعب المصرى وإيصال الهدف الذى تسعى من أجله الكتلة نحو بناء دولة مدنية حديثة فى مصر. مؤكدا خلو الكتلة من مرشحى الفلول، وأنه تم تنقيح قوائم مرشحيها من أعضاء الوطنى ومن خاضوا انتخابات العام الماضى. وقال الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن الكتلة المصرية تعبر عن نواة حقيقية للعمل الجماعى من أجل تأسيس دولة مصرية حديثة قائمة على أسس من العدالة الاجتماعية وحق التعليم والعلاج والعلم ونبذ الخرافات. ومن جانبه، شن الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، هجوما على جماعة الإخوان المسلمين وما اعتبره محاولات للقفز على السلطة من جانبها، منتقدا موقفها من مبادئ المواطنة والحريات. كما أكد أن الكتلة ليست تحالفا انتخابيا فحسب بل هى تحالف سياسي من أجل مصالح المواطنين بكافة طوائفهم مسلمين وأقباط، وكل طبقات المجتمع الفقير والغنى، دون أن تستأثر قوى أو تيار دون آخر. وأضاف الدكتور هانى سرى الدين، عضو المجلس الرئاسي بحزب المصريين الأحرار، أن تحالف الكتلة يمثل أول تكتل سياسية يسعى إلى تحالف طويل الأمد وليس مجرد تحالف انتخابي، إذ يستهدف هذا التكتل السياسي بناء دولة عصرية مدنية حديثة تقوم على الديمقراطية وتحترم كرامة المواطن المصرى وتسعى لتحويل مصر إلى دولة رائدة تحتل المكانة التى تستحقها. كما تسعى الكتلة بأحزابها المختلفة لإرساء نظام السوق الاجتماعى الذى يعتمد على الحرية الاقتصادية ولكن فى إطار العدالة الاجتماعية. وفيما يتعلق بموقف الكتلة من المبادئ فوق الدستورية، أوضح سرى الدين أن الكتلة أيدت المبادئ فوق الدستورية، لأنها اعتبرتها مبادىء تكفل الحقوق والحريات. كاشفا عن بعض الملاحظات التى لفتت إليها الكتلة فى الاجتماع الذى أداره الدكتور على السلمى أمس مع عدد من القوى الوطنية، وكانت أهم تلك الملاحظات التأكيد على ضرورة توافر صفة إلزامية لتلك المبادىء حتى تكون دستورية. معتبرا أن هذا لن يتحقق إلا بإصدار إعلان دستورى تكميلى. وكذلك التأكيد على ضرورة أن تضمن تلك المبادىء حدا أدنى للدخل لضمان حياة كريمة وليس مجرد حد أدنى للأجر. وأضاف أن الكتلة تحفظت على بعض فقرات البند التاسع، خاصة ما يتعلق بأحقية المجلس العسكرى دون غيره بإصدار تشريعات خاصة بالقوات المسلحة، وهذا يتعارض مع مبدأ دستورى رئيسى وهو حق السلطة التشريعية فى إصدار القوانين. واتفق معه الدكتور عماد جاد، القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، موضحا أن هذا الاجتماع لم يأت فجأة، بل سبقته أكثر من جلسة بمؤتمر الوفاق الوطنى واتفقت عليه أغلب القوى السياسية، طرح فيه وثيقة تناولت مجموعة محددة من المبادئ حول آليات صياغة الدستور. منتقدا مقاطعة المؤتمر من كل قوى الإسلام السياسي عدا حزب الوسط، في رفض لمبادئ تؤيد حقوق المواطنة وعدم التمييز، بدلا من المشاركة فى الحوار استنادا إلى كون الديمقراطية هى حرية الاختيار بين اختيارات مختلفة بعيدا عن فرض الرأى، منتقدا أيضا ما اعتبره استغلالا للدين فى السياسة من خلال إصباغ صبغة دينية على التصويت لمرشح أو حزب بعينه. وأكد الدكتور إيهاب الخراط، عضو المكتب التنفيذى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن الكتلة المصرية تحترم وتؤيد المادة الثانية من الدستور وما تشمله من معانى، وأنها تضم فى قوامها مرشحين أقباطا ومسلمين، وتدعم حرية الرأى والفكر والعقيدة. شهد المؤتمر خلافا أثاره بعض مرشحى الصعيد حول قوائم الكتلة فى دائرة شمال قنا قبل إلقاء الدكتور رفعت السعيد كلمته، مما تسبب فى أن يسود القاعة بعض الاحتقان، إلا أن الدكتور رفعت السعيد والدكتور محمد أبو الغار قاما بتجاوز هذا الخلاف وحل المشكلة. وأوضح محمد عبدالموجود جمال، مرشح حزب المصريين الأحرار فردى فئات عن الدائرة الثانية بقنا فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أن تلك المشكلة نتجت عن وجود قائمتين للكتلة تتبع حزبي المصرى الديمقراطى والمصريين الأحرار بشمال قنا، واختارت الكتلة خوض الانتخابات بتلك الدائرة من خلال أحد الحزبين. موضحا أن ذلك كان من الممكن أن يتسبب فى مشكلات كثيرة فى الدائرة نتيجة للعصبيات القبلية هناك، إلا أن الدكتور رفعت السعيد والدكتور محمد أبو الغار اقترحا حلا لتلك المشكلة من خلال ترك الحرية للقائمتين في خوض الانتخابات فى تلك الدائرة معا، والفائز سيقوم بتمثيل الكتلة فيها.