في ديسمبر الماضي، قامت مؤسسة الأهرام بإنتاج فيلم وثائقي عن إنشائها بمناسبة مرور 135 عامًا على تأسيسها، وكان الكاتب الكبير الرحل أنيس منصور أحد ضيوف الفيلم، وقال في حديثه أنه في بداية عمله بالأهرام ممنوعًا من نشر اسمه على العمل المكتوب، وقضى أول عامين ونصف من عمله بالأهرام يكتب القصة القصيرة، بعضها كان مترجما والبعض الآخر من تأليفه، ولكنه لم يكن متاحا له، أو لغيره من المحررين نشر أسمائهم. قال الكاتب الكبير الراحل "عندما بدأنا عملنا كان ممنوعًا علينًا التوقيع بأسمائنا أو كتابة العناوين في الصفحة الأولى بخط اليد أو بخط أحمر، والذي أدخل هذه المانشيتات كامل الشناوي بأحاديثه المهمة مع كبار المسئولين والشخصيات في المجتمع. قال الكاتب الراحل عن المرة الأولى التي ينشر فيها اسمه في الأهرام" :أول مرة نشر الاسم بالخطأ عندما كتبت موضوعا عن البالية الهندي ونسيت ومضيت ، والمرة الثانية عندما سافرت والعالم الأثرى كمال الملاخ إلى أوربا ونشر الأسم في صفحة المجتمع (يسافر اليوم على ظهر الباخرة أسبريا الزميلان كمال الملاخ وأنيس منصور، بعد ذلك لم يظهر لنا أي اسم). ترك منصور الأهرام في سنة 1952 للمشاركة في تحرير جريدة الأخبار المصرية، وظهر العدد الأول يوم 14 مايو عام 1952. يتذكر منصور عمله قائلا: " كانت حياتنا مع أصحاب الأهرام، الموارنة، حياة عائلية، كنا سعداء جدا، كنا ثلاثة محررين ، كمال الملاخ وعدلي جلال وأنا، كل يوم جمعة نذهب للتنزة في القناطر الخيرية، والجميع يحضر الطعام، فيحضر كمال الملاخ اللحمة، ويحضر نجيب كنعان، مدير التحرير، وهو الشخصية الأولى في الأهرام، كان يحضر ورق العنب، كنا نذهب إلى القناطر الخيرية باعتبارها المكان الوحيد الذي نستطيع التنزه فيه. يقول الكاتب الراحل عن ذكرياته "مرة واحدة عملت مقلب في رئيس التحرير، كتبت مقالة عن الفلسفة الوجودية بإمضاء الدكتور أنيس محمد منصور، ونشرت المقالة باعتباري كاتبًا من خارج الأهرام، ولما عرف رئيس التحرير أنني عملت المقلب زعل".