وصف راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي تجرى اليوم الأحد بأنها حدث تاريخي في تاريخ تونس والأمة العربية. وكانت لجان الاقتراع قد فتحت أبوابها صباح اليوم لانتخاب المجلس الذي من المقرر أن يضع الدستور التونسي الجديد، وسط إقبال كبير من الناخبين. وقال الغنوشي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "هذا اليوم تاريخي في تاريخ تونس والأمة العربية وليس أدل على ذلك من هذا الصف بطول كيلومتر، وهذا يبشر بكل الخير". وأضاف :"عمري 70 عامًا وهذه أول مرة أشارك في الانتخابات، الشعب التونسي واع بجدية العملية الانتخابية، والشعب الذي صنع الثورة حريص على بناء الديمقراطية". وقال: "استطلاعات الرأي تظهر تقدم النهضة في نوايا التصويت .. الشعب التونسي ارتحل رحلة جماعية إلى النهضة". ونفى الغنوشي أن يكون هدد بنزول أنصاره إلى الشارع إن لم تحصل النهضة على أغلبية الأصوات ، وقال: "مقياس نجاح الانتخابات ليس حصول النهضة على أعلى أصوات بل أن تتم العملية بشكل سليم ونظيف". وأوضح: "التزوير يكون تزويرًا عندما يشهد به المراقبون، وليس عندما تقول النهضة إن التزوير حصل .. نحن سنعترف بالنتيجة إن جرت بنزاهة، وسنهنئ الفائز وسنعتبر أن الشعب التونسي كله فاز بعد أن أجرى أول انتخابات ديمقراطية في تاريخه .. المهم فوز الديمقراطية". وأضاف: "حتى من لم ينجح الآن فهناك فرصة أخرى للنجاح (يقصد الانتخابات التشريعية والرئاسية)، والنجاح هذه المرة لمدة سنة واحدة"، حيث إن المجلس التأسيسي سيستمر لمدة عام واحد يقوم خلالها بصياغة الدستور الجديد. وعن الربيع العربي، قال الغنوشي: "ما حصل في تونس سيحصل في سورية واليمن .. ستسقط كل الأنظمة التي لا تحترم الشعوب .. الشعب التونسي والشعوب العربية مؤهلة لبناء الديمقراطية". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 20% إلى 30% من المستطلعين ينوون التصويت للنهضة. وكان الغنوشي قد اضطر للوقوف في مؤخرة صف بطول كيلومتر لانتظار دوره للإدلاء بصوته. وكان الغنوشي قد وصل برفقة زوجته وبناته، وجمعيهن محجبات، إلى مدرسة بلال الابتدائية في حي المنزه السادس الراقية وسط العاصمة تونس، وقال شهود إنه حاول الدخول مباشرة للاقتراع إلا أن هتافات مواطنين محتجين أجبرته على الوقوف في مؤخرة الصف. إلا أن مرافقين للغنوشي أوضحوا ل (د.ب.أ) أن الشيخ يحترم الديمقراطية رغم أنه كان قد قام بحجز مكان مسبقا للإدلاء بصوته.