أخيرا أصبح للمنتخب المصري مدير فني يتولى قيادته بشكل رسمي، بعد أشهر من إقالة مدربه السابق حسن شحاتة صاحب الألقاب القارية، حيث وصل المدرب الأمريكي بوب برادلي إلى مطار القاهرة الدولي، ليتولى رسميا مهمته مع المنتخب المصري لكرة القدم، في محاولة لتحقيق الحلم ،الذي مازال يراود المصريين منذ عام 1990 .. فقد ظلت بطولة "كأس العالم" هدفا ثابتا لا يتغير مهما تعددت البطولات والألقاب ولمعت الانتصارات، ليظل إحساس النقص الرياضي كما هو لا يتغير. الإعلان عن اسم مدرب المنتخب الجديد لم يكن مهمة سهلة كما ظنها البعض، وظلت الأسماء والترشيحات تتأرجح بين أبواق الإعلاميين والرياضيين في مختلف الصحف والقنوات الرياضية، فمرة شوقي غريب ومرة طارق يحيى ومرة طارق العشري، وهذا يرفض لارتباطاته الحالية، وذلك يعتذر لأن المنصب كان مؤقتا وليس دائما إلى أن بدأ طرح اسم برادلي. اسمه بالكامل بوب برادلي أمريكي الجنسية، كان مدربا سابقا لمنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية لكرة القدم من مواليد نيوجيرسي عام 1958 وبدأ حياته التدريبية عام 1981 مديرا فنيا لبرنامج كرة القدم الخاص بجامعة أوهايو وعمره بعده لم يتخط ال 21 عاما، ليصبح بعدها مدربا في دوري كرة القدم الأمريكية، حيث تولى تدريب عدة فرق مثل شيكاغو فاير وفاز معه بعدد من الألقاب المحلية. بدأت علاقة برادلي بالمنتخب الأمريكي لكرة القدم في عام 2006 بعد عرضه -أي المنتخب- الهزيل ببطولة كأس العالم وتم تعيين برادلي كمدرب مؤقت للفريق لحين الاستقرار على الاسم الجديد وكانت هناك مفاوضات جادة مع يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الألماني السابق ولكن بعد فشل المفاوضات تم الاستقرار على برادلي كمدير فني دائم للفريق الأول للمنتخب الأمريكي في 15 مايو 2007 ،وحقق بالفعل مع الولاياتالمتحدة مجموعة من النجاحات فاستحق فريقه الكأس الذهبية لبطولة اتحاد الكونكاف بعد الفوز على المكسيك 2-1وحقق رقما قياسيا بالفوز 12 مباراة منها 10 متتاليين، في أول سنة تدريبية له. وعلى الرغم من كل النجاحات السابقة فإن اسم برادلي لم يلمع بحق في عالم التدريب في كرة القدم إلا في بطولة كأس العالم للقارات عام 2008 في جنوب إفريقيا من خلال الأداء المدهش الذي قدمه أمام مصر وهزيمتها بثلاثية نظيفة ثم تفوقه على المنتخب الإسباني في المربع الذهبي ثم خسارته بصعوبة أمام البرازيل 2-3 في النهائي بعد أن كانت وشيكة من حصد اللقب محققا الميدالية الفضية. السرعة العالية واللياقة البدنية اللتان تميز بهما المنتخب الأمريكي جلبتا الأنظار إلى المدرب الأمريكي الذي رفع من سقف طموحات الكرة الأمريكية بصفة عامة من خلال لاعبين مخضرمين مثل ديمبسي وابنه مايكل برادلي وغيرهما. وفي كأس العالم الأخيرة نجح برادلي في قيادة فريقه للتأهل للنهائيات ثم حقق نتائج لا بأس لها في دور المجموعات فتغلب على المنتخب الجزائري 1-صفر وتعادل مع نظيره الإنجليزي 1-1 ثم تعادل آخر 2-2 مع سلوفينيا وتأهل للدور التالي، ولكن المنتخب الغاني المتألق وقتها نجح في إقصائه من البطولة. العبء الكبير الذي ينتظر برادلي خلال المرحلة المقبلة يشمل إعادة لم شمل الفريق الذي لم يتجمع منذ آخر مواجهة إفريقية في 5 يونيو الماضي أمام جنوب إفريقيا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بغينيا والجابون حيث تعادل المنتخب المصري وفقد أي أمل في التأهل. ثاني مهام برادلي وهو هدف بعيد المدى يتمثل في تحقيق حلم المصريين بالوصول بالفريق إلى نهائيات كأس العالم وهي البطولة التي خاصمت منتخب الفراعنة منذ عام 1990، ولم تتضح الرؤية بعد ما إذا كان برادلي سيكون بحق هو المخلص المنتظر للمنتخب المصري من وحل التراجع الذي وقع فيه منذ شهور أم سيكون اسما فاشلا جديدا يضاف لقائمة المدربين الأجانب الذين لم يحققوا أي تقدم يذكر مع المنتخب المصري.