بالطبع نحن ضد المخدرات، لكننا أيضا ضد الغش، حتى لو كان فى المخدرات، وآخر طرق الغش، والتى تصيب بالغثيان والقىء, قيام بعض التجار، بخلط الحشيش بالفضلات الآدمية، عوضا عن مواد العطارة التقليدية، التى تستخدم فى غش المخدرات، مثل اللبان والحناء والزعتر. بداية من قرش الحشيش وحتى تذكرة الهيروين، نجد للغش دورا كبيرا فى المكونات. ولأن عالم تجارة المخدرات عالم سري، فكل شىء فيه مباح. وليست نكتة تلك التى قالها واحد من مدمنى الحشيش: "هل ننتظر من تاجر المخدرات أن يكون هو التاجر الأمين في السوق؟ّ". وإن قارنا بين طريقة صنع الحشيش في مصر، والدول المنتجة للمخدرات، فإن أى حشيش مصري، هو حشيش مغشوش بالضرورة. فالمادة المخدرة Cannabinol , TetrahydrocannabinolTHC توجد فقط في "إناث " نبات القنب الهندى، المعروف في مصر بالبانجو، ولايوجد في ذكورها، ( حيث إن النبات ينتمى لنوعية النباتات المزدوجة الجنس )، فيتم جمع الأوراق من كلا الصنفين معا، بدون فرز ، حيث لا يجد مزارعو القنب الهندى في مصر الأوقات المناسبة، لتبادل واكتساب الخبرات بسبب الضغط الأمني، منذ أن صارت زراعة القنب أو رعايته يعاقب عليها بأشد العقوبات، التى قد تصل إلى الإعدام.. بالإضافة إلى سوء السمعة الذى يلحق بالتاجر وعائلته، باعتبارعم تجار مخدرات وليسوا مزارعين!. عملية حصاد القنب في مصر تتم بأيد غير مدربة تدريبا جيدا، لأنها تعمل في الخفاء ويتم خلط الأوراق الذكرية بالأنثوية فيصبح المنتج رديئا إذا ما تم بيعه خاما، وتنتقل الرداءة إلى عملية التصنيع - المعروفة بعملية كبس الحشيش- والتى تحتاج إلى أماكن مجهزة، يتعذر عادة إنشاؤها في مكان آمن في مصر.. كما أن خلط المواد المضافة إلى زيت الحشيش بعد استخلاصه من الأوراق، يحتاج أيضا إلى مهارة عالية للحفاظ على النسبة المخدرة، وإلا خرج الحشيش من الصناعة كأى مادة من مواد العطرة الرديئة، وتكون كل فائدة نسبة المادة المخدرة، هى أنها تكفي فقط لعمل تقرير المعمل الكيماوى، التابع للسلطات، باحتواء المادة المضبوطة على المخدر، ومن ثم يرسل المتهم بها إلى السجن فقط!. لذلك فقد تدهورت صناعة(كبس)الحشيش في مصر تدهورا شديدا، ولم تعد لها قدرة على المنافسة، لأنها تتم في ظروف غير مهيأة، مثل الصناعات الرديئة التى يطلق عليها في السوق صناعات تحت السلم. ومن ثم يستعيض صناع الحشيش المتمسكين بالمهنة عن كل ذلك بإضافة مواد عطارة حريفة إلى ناتج صناعتهم توهم المستهلك بأنه يشرب حشيشا جيد الصنع، كما أن "عديمى الضمير" منهم يخلطونه بالحبوب المخدرة، ليعطى أعراضا أبعد ماتكون عن التى يسببها الحشيش الأصلى، فيصاب المتعاطى بالهلاوس السمعية والبصرية المشابهة لآثار الحبوب المهلوسة، وإن كان بدرجة أقل، ولكن أكثر خطورة من الناحية الصحية لاسيما على الجهاز التنفسي. الغريب أن هذا النوع يقبل عليه الشباب من المستويات العليا في المجتمع، ويظنون أن الحشيش عالى الجودة، ولو عرفوا مابه لما اقتربوا منه أبدا، ولكن أخطر أنواع الحشيش المخلوط، هو المعروف في السوق منذ فترة بالحشيش المغربي، وقد انتشر بعد نجاح عصابات التهريب في إدخال كميات كبيرة من الحشيش عبر الصحراء الغربية، منذ عشر سنوات أو يزيد، وكان يعطى ثأثيرا فوريا، أعاد إلى المتعاطين الأمل في نوعية الحشيش، الذي كاد يفقد عرشه بين المخدرات بعد هجمة شرسة من نبات البانجو، الذى هو أصل مادة الحشيش.(حيث إن تأثير الحشيش أقل في حدته من البانجو، الذى يدمر الجهاز التنفسي بشكل أكثر سرعة من الحشيش، واشتهر قديما بأنه مخدر الطبقات الدنيا)، ولكن لاحظ المتعاطون أن الدوار الناتج من الحشيش المغربي أكثر من الناتج عن النوعيات الأخرى.. كما أن شعورا شديدا بالعطش ينتابهم، وهو عرض غير معروف عن الحشيش الأصلى، بالإضافة إلى حوث غثيان وقىء، وهى أعراض تحدث من المخدرات المحتوية على "الإمفايتامينات"، التى تحتوى عليها الحبوب المخدرة ولاتوجد في الحشيش التقليدى مطلقا. كما أن الحشيش المغربى يتميز بالجفاف الشديد، وتحجره وباللون الفاتح، وصفات أخرى، تعتبر عيوبا فى الأنواع الأخرى، لكنها في المغربي، تعطيه تميزا في الأثر!. ودخل نوع آخر أطلق عليه الاسم نفسه، غير أنه يميل للإخضرار ولكن بسبب أن كبسه يتم بعد استخلاصه، مع أوراق القنب الخام، لتعطيه نفس تأثير البانجو!!. الغريب أن الحشيش انتزع مكانته السابقة، واستعاد عرشه مرة أخرى، بعد أن كاد يسلبه شقيقه البانجو هذه المكانة.