رست سفينة حياة الزوجين على أعتاب المحاكم وتفانى كل منهما فى قهر وإذلال الآخر والزج به إلى التهلكة لتدفع صغيرتهما البريئه الثمن الغالى فلم يتحمل قلبها الرقيق الصراع على ساعات رؤيتها بين والدها وجدها وكل منهما يشد ذراعها لجذبها نحوه والفرار بها, وفى سرعة البرق ذهب صوتها بلارجعة فقدت النطق وقدمت أغلى هدية لإنفصال والديها . تحول العش الهادئ إلى حلبة للصراع وساحة للشجار لتوجيهه الاتهامات والثورة لاتفه الأسباب . هو مهندس مرموق يتقلد وظيفه مميزة ,وهى طبيبة دأبت مداواة جراح مرضاها بينما تسببت فى جلب علة لصغيرتها ومرض سلبها صوتها العذب وفشلت فى خفض آلم جراح فلذه كبدها . منذ اليوم الأول لزواجها تناسيا أن مايربط بينهما المودة والرحمه وراح كل منهما يضع شهادته على صدرة ووظيفته المرموقة تاج فوق رأسه, ويحاول فرض سيطرته على الآخر ودبت المشاجرات, وسكن الصوت العال العش الهادئ وفر الحب من النوافذ ورحت السكينة والتفاهم إلى حال سبيلها أما الأحتلام فقد ذهب إلى مثواه الآخير. وانتشرت الكراهية والبغضاء وسلاطة اللسان فى البيت الصغير وكأن كل منها تزوج الآخر ليزهق روحه ,فهو رب الأسرة تلفع بالبخل ولماذا يتحمل مصروفات المنزل بمفرده ,وهى طبيبة تكتسب المال عن طريق مصادر عديدة ووالدها ثرى ولديه من متاع الدنيا الكثير, وماذا يحدث له إذا انفق ببذخ على ابنته وزوجها واشترط عليها بعد أيام قليلة من الزواج أن تقاسمه مصروفات المنزل واشترطت هى الأخرى أن يشاركها الأعمال المنزلية وباتت حياتهما الزوجية كراسة من الشروط والمواصفات. وبدأ الخلاف يتسع حينما دفعتها ظروف عملها إلى المبيت مرة كل أسبوع داخل المستشفى فهو فى تلك الليلة لايجد أحدا يتشاجر معه, ولماذا يرتاح الجيران ليلة واحدة من الصوت العالى والسباب وتكسير الأطباق ودفع الأبواب وركبت الزوجة رأسها أمام عناده وأصرت على اداء رسالتها وتحول السب الى ضرب بالايدى وركل بالاقدام . وجاءت الرياح بمالاتشتهى السفن دب الجنين بين أحشاء الطبيبة وكان يوما أسود غابت فيه الشمس، وهاج الزوج البخيل من أين سينفق على الصغيرة فهو يكتنز الأموال لنفسه، وسوف تحتاج للعلاج والدراسة. وبدأت رحلة جديدة من الشجار حول ضرورة التخلص من الجنين الذى لم ير الدنيا وتصدرت الطبيبة الى المهندس بكل ما أوتت من قوه , وعندما قرأت الغدر فى عينيه وتيقنت الندالة الى يتلفع بها هربت لمنزل والدها الثرى بالمقطم، وذهب هو الآخر لأبيه وهنأ الجيران بعضهما لاخذ أجازة من الراحة المؤقتة التى كانت تلوث اسماعهم ليللاً نهاراً وبقيت الطبيبة فى منزل والدها ,حتى وضعت يارا وكانت تلهب من ينظر اليها ولقن والد الزوج ابنه علقه ساخنة وأمره أن يتلفع بشيم الرجال وعاد الزوجان الى القفص الحديدى, ولم ينصلح حال الزوج وزادت أصوات الصراخ فكانت صغيرتهما تشاركهما الصراخ والبكاء, ويسدد الأب لها اللكمات لتكف عن البكاء، وخشية أن يفتك بها غافلته وهربت بها الى والدها . واقامت فى اليوم الثانى من هروبها دعوى خلع امام محكمة الأسرة وتنازلت عن كل حقوقها وأقام هو الآخر دعوى رؤية ,وقررت المحكمة تمكينة من رؤيه صغيرته لمده ساعتين فى الأسبوع فى أحد الأندية الأجتماعية. وفى أحد المرات حضر المهندس لرؤيه صغيرته, وطلب من جدها أن يصطحبها معه لاداء الصلاه فى المسجد فاستغل المهندس انشغال الجد فى أداء الصلاه وهرب بها من باب اخر بالمسجد فانتبه له الجد وهرع وراءه وصراخ الطفلة يعلو ويخرق الّاذن وكل منهما يحاول جذبها نحوه بالقوه, وقام الأب بطرح الجد على الارض وانهال عليه بحذاءه حتى سالت منه الدماء والصغيرة ترقد على جسد جدها تصرخ بأعلى صوتها حتى فقدت النطق فجأة واحتضنها الجد رفم نزيف دمائه وطلب من الماره الاتصال بابنته التى حضرت وقامت بنقل الصغيرة للمستشفى. وجاءت تقارير الأطباء لتؤكد إصابه الفتاه بمرض فى الحنجرة والأحبال الصوتيه قد يعجزها عن الكلام, ووضع الجد كل امواله تحت اقدام صغيرته وطاف بها الدول العربية والاجنبية للعلاج واكدت تقارير الأطباء استحاله العلاج لتدفع البريئه فاتورة انفصال والديها . واسرعت الطبيبة لامير الهامى نوار رئيس نيابة الخليفة لتحرر بلاغاً ضد الأب وحرر الأب بلاغا مماثل فأخذت النيابة على الطرفين بحسن رعايه الطفلة.