أعربت وزيرة الثقافة الدنماركية السابقة جريسا روستول، اليوم الخميس، عن ثقتها في قيام الحكومة الدنماركية الجديدة بمساعدة مصر لعبور مرحلة التحول الديمقراطي التي تمر بها حاليا، مشيرة إلى أن هذا التوجه مشترك بين الأحزاب السياسية المتنافسة بضرورة تقديم المساعدة للدول العربية في فترة الربيع التي تعيش فيها. وقالت روستول، في لقاء مع وفد إعلامي مصري، في كوبنهاجن ،إن الحكومة الدنماركية المقبلة ستكون حريصة على تقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب في محاولة لترسيخ الديمقراطية الناشئة في القاهرة، لافتة إلى أن الحكومة السابقة سبق أن أكدت أكثر من مرة دعمها لمصر في مرحلة التحول الديمقراطي. وأضافت روستول " أنا على ثقة من أن الحكومة المقبلة ستعمل على دعم مصر الثورة، والدعم هنا قد لا يكون بشكل مادي لكن ربما نقدم التدريب والنصيحة، نحن مهتمون للغابة بالمجتمع المدني والأحزاب، فتلك الجهات هي عماد الديمقراطية في أي بلد ونأمل أن تلعب الأحزاب والمنظمات المستقلة بمصر الدور المنوط بها بكفاءة وفاعلية". وأوضحت أنها زارت ميدان التحرير عقب نجاح الثورة المصرية في إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي ووجدت كيف عبر الشعب المصري إلى المستقبل بالتكاتف والوحدة، وقالت إن الثورة ساهمت بدرجة كبيرة في تحسين صورة العرب بالغرب، حيث أيقن أن العالم العربي يستحق حياة أفضل من تلك التي يعيشها. ودعت الوزيرة الدنماركية السابقة المصريين إلى الزهو بما حققته ثورة 25 يناير، حيث فاجأت العالم كله بالقدرة على التنظيم والإدارة فضلا عن مستوى الوعي والتحضر الذي أظهرته، والأهم من ذلك السلمية التي تميزت بها الثورة وهو ما أثار إعجاب الشعوب الغربية بشدة. واستبعدت وزيرة الثقافة السابقة أن تشهد المرحلة المقبلة تحولا جذريا في السياسة الخارجية للبلاد خاصة أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومات السابقة فيما يتعلق بهذا الجانب حظيت بقبول الرأي العام حتى أن آخر استطلاعات الرأي كشفت أن نحو 57% من الدنماركيين أيدوا المشاركة في العملية العسكرية بليبيا والنسبة نفسها تقريبا بحرب أفغانستان. وفيما يتعلق بتعهد تحالف المعارضة بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة، قالت روستول إنها على ثقة كبيرة في تنفيذ هذا التعهد خاصة أن تحالف المعارضة اليساري مهتم للغاية بقضية الصراع العربي الاسرائيلي، ويقف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وكان 4 ملايين دنماركي قد توجهوا صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان الجديد بعد الدعوة لإجراء الانتخابات المبكرة التي أطلقها رئيس الوزراء لارس لوكا راسموسن قبل أسبوعين. وشهدت لجان الاقتراع لى إقبالا كثيفا من الناخبين، حيث يتوقع المراقبون السياسيون أن تصل معدلات المشاركة إلى نسب قياسية في ظل حالة الانقسام الحاد بين المواطنين إزاء الأحزاب المتنافسة. ويتنافس في الانتخابات 9 أحزاب سياسية تسعى للفوز بمقاعد البرلمان البالغة 179، فيما تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تفوق تحالف أحزاب المعارضة اليسارية بزعامة هيله تورننج سميث رئيسة الحزب الاشتراكي الليبرالي، حيث يتوقع حصولها على 93 مقعدا في البرلمان وهي الأغلبية التي تمكنها من تشكيل الحكومة المقبلة.