أكد مسئولون أوروبيون اليوم أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيواصل الحرب في الأجواء الليبية حتى يتم دحر آخر فلول العقيد معمر القذافي. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية -في سياق تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني- أن قادة العالم مجتمعون في باريس لحضور مؤتمر "أصدقاء ليبيا" لدعم المجلس الوطني الانتقالي الليبي كالحكومة المؤقتة الجديدة في البلاد، ويمثل هذا الاجتماع نقطة محورية في جهود المجتمع الدولي في ليبيا للانتقال من الحرب إلى الإعمار. وأشارت الصحيفة إلى أن القادة سيناقشون قرار مجلس الأمن الجديد الذي يدعم الوضع الراهن الجديد ويرفع العقوبات المفروضة على ليبيا من أجل السماح للمجلس الانتقالي بالحصول على أكثر من 100 مليار دولار أمريكي من الأصول الحكومية المجمدة في الخارج منذ بداية النزاع مع منح الأممالمتحدة قيادة الدور الدولي في بناء البلاد. وقالت الصحيفة: "ومع ذلك فإن مؤيدي المجلس الانتقالي الذين تقودهم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة يريدون استمرار التفويض القانوني لشن العمليات العسكرية في ليبيا المنصوص عليها في قرار الأممالمتحدة رقم 1973". ويسمح القرار الذي تمت الموافقة عليه في شهر مارس الماضي للتحالف باستخدام كل الإجراءات اللازمة لكنه لم يصل إلى حد نشر قوات برية لحماية المدنيين. ونقلت الصحيفة عن مسئول أوروبي قوله: "نريد أن تبقى إمكانية عمل "الناتو" بشكل قانوني سانحة طالما أن معمر القذافي وأنصاره يمكن أن يشكلوا تهديدا لذلك نحن نرغب بالحفاظ على تلك العناصر الخاصة بالقرار 1973". أشارت الصحيفة إلى أن تفويض الناتو ينتهي مع نهاية شهر سبتمبر الجاري، وأن مجلس حلف شمال الأطلسي لديه الخيار بتمديده عندما يعقد اجتماعه الدوري يوم الأربعاء المقبل بيد أن القادة العسكريين يوصون بالانتظار حتى تتضح الأمور أكثر بشأن ما تخطط الأممالمتحدة للقيام به. ونقلت الصحيفة عن مسئول بالحلف قوله: "ما رأيناه في فترة الشهر ونصف الشهر الماضية هو أنه في كل مرة ينسحبون فيها من بلدة تقصف قوات القذافي البلدة مستهدفة ليس فقط قوات المعارضة بل سكان تلك البلدات".. مضيفا قوله "إننا لا نستطيع تحمل أن ينسحبوا من سرت ثم يقصفونها.. نحن لن نتردد في ضرب دباباته ورشاشاته - أيا كان ما تفعله - لذلك السبب". وأوضحت الصحيفة أن العواصم الأوروبية تفاجأت بالسرعة التي انهار بها نظام القذافي وسقوط طرابلس في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي. وأضافت أنه قبل ذلك بأيام كان دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة يعملون لإقرار قرار أممي من شأنه أن يوافق على وقف إطلاق النار بين الثوار والنظام وينشر مراقبين من الأممالمتحدة لمراقبة الهدنة. ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأوروبي قوله: "لم نعد في حاجة لذلك بعد الآن، فهذا سار بطريقة أفضل مما كان يتوقع أكثرنا تفاؤلا".. مشيرا إلى أنه لم يعد هناك طرفان لمراقبتهما، وإنما فقط طرف واحد في ليبيا وأنه ليست هناك حاجة لوقف إطلاق نار ولا لأي مراقبين.